أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في رسالته الأسبوعية لأعضاء الجماعة، تحت عنوان "الإفساد.. التحدي الأكبر للثورات"، أن الثورة المصرية تمر بتحديات كثيرة، داخلية وخارجية، وأن المتربصين بمصر كثيرون، ويبذلون كل جهدهم لإفشال الثورة، سواء لإعادة النظام السابقة أو الحفاظ على ممتلكاتهم التي حققوها في ظلها، ولإشاعة اليأس في نفوس المواطنين من إمكانية تحقيق أهداف الثورة، وذلك بإشاعة عدم الاستقرار في كافة الأرجاء لتحقيق مخططاتهم "المشبوهة"، بحسب وصفه. واستنكر بديع ما وصفه بإشاعة الفوضى بأرجاء البلاد، وقطع الطرق العامة ووسائل المواصلات، ومنع الموظفين من أداء عملهم والمواطنين من قضاء مصالحهم، تحت دعاوى متعددة منها العصيان المدني. كما أدان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إعطاء بعض القوى السياسية الغطاء السياسي للفساد والإفساد، بحسب الرسالة، بعدم إدانتهم له، بل وتبريره في بعض الأحيان، مشددًا على أن الهدف الأساسي من إشاعة الفوضى والجرائم هو تعطيل مسيرة التقدم، لكره بعض القوى للمشروع الإسلامي ومحاولة إعاقته بشتى السبل، مشيرًا إلى أن البعض لا يرغب في أن تتحقق نهضة الأوطان على يد أنصار المشروع الإسلامي، ويسعون بكل السبل غير المشروعة لتحقيق مآربهم "المريضة." واتهم بديع وسائل الإعلام بالتسويق لبعض المفاهيم المغلوطة ومحاولة التأثير على الرأي العام بالتشهير بأفراد ومؤسسات بعينها، وتسويق أكاذيب وافتراءات وتدليس مُتعمَّد، للإحباط من الثورة وإنجازاتها وتشويه كل إنجاز يحدث أو التقليل من شأنه، والتزييف المتعمد للحقائق لخدمة تيارات وأشخاص بأعينهم. وأكد بديع أن البعض يسعى لإهدار الإرادة الشعبية، ويتعمَّد تسفيهها والتقليل من شأنها، ويُنصِّب من نفسه وصيًّا على الشعب، ويسعى جاهدًا لفرض رأيه "حتى وإن كان ليس له ظهير شعبي أو قبول جماهيري." واعتبر بديع جميع المظاهر السابقة الذكر، في رسالته، وغيرها مما هو من ذات جنسها، "جرائم مكتملة الأركان." فيما دعا بديع كل القوى السياسية والشعبية والثورية لسحب أنصارها من الشارع، والتوقف لفترة زمنية محددة عن النزول للشارع، والتفرغ لبناء الوطن واستكمال المؤسسات من ناحية، وللتمييز الواضح بين المخلصين من أبناء الوطن من السياسيين الشرفاء، والمخربين والمتاجرين بدماء الشباب، ومن ناحية أخرى، ولرفع الغطاء السياسي عن هؤلاء "المجرمين" ومساعدة الأجهزة الأمنية المعنية في التفريق بين السياسي والمجرم، والثائر والبلطجي. واختتم بديع رسالته بالتأكيد على أن الحق سينتصر في النهاية، عندما يتوحد الجميع ويلتف حول الشرعية والإرادة الشعبية، وبتنحية المصالح الخاصة جانبًا، وتغليب شأن المصالح العليا للوطن