عاد عصفور المقاومة العربية "مارسيل خليفة" للتغريد مجددا ليروي قلوب عشاقه ومحبيه من "العطاشى والظامئين" ويهدي "تغريداته" للثورة العربية وكل الثوار العرب من المحيط الى الخليج. وتحركت جنبات ملعب "صيدا البلدي" مع مارسيل خليفة وفرقة الميادين للتتجاوب معها قلوب ملايين العرب في القاهرة وتونس وصنعاء وطرابلس ودمشق رغم انه لم يعلن دعمه لثورة بعينها لكنه طاف بجمهوره على أسماء مدن ثائرة وتمشي "منتصبة القامة". أبرق مارسيل خليفة الى سوريا من البعيد عندما خاطب الحبيبة في أغنيبة "بغيبتك نزل الشتي" وهو أوفد رسلا الى المدن الصاخبة لفحص مناخها وطقسها السياسي مرددا المقطع الشهير "وديت مع راعي حماه يشوفلي الطقس شمال .. قلي السنة جايي هوا بيوقع الخيال". كان مارسيل شارك الشهر الماضي مع مجموعة من المثقفين اللبنانيين في اشعال شمعة في وسط بيروت عن روح "الشهداء" في سوريا قائلا "جئت الى هنا كي اقول لا للدكتاتورية العربية". وقدم خليفة اغنية "يما مويل الهوا يما مويليا ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا" قائلا انها "مهداة الى كل الثوار العرب من المحيط الى الخليج". ليل صيدا استعاد زمنا ثائرا وفاتنا وأعاد جواز سفر الغناء الى خليفة بعد غربة امضاها في الموسيقى التي لا تروي وحدها ظمأ جمهور على قدر كبير من الحماسة والانتماء لكنه أعطى في ذاك الليل هامشا واسعا لنجليه بشار ورامي لعبا على البيانو والايقاع برقي وابداع لاسيما في لحن جواز السفر. غردت عصافير الجليل مع مرسيل وفرقة الميادين وأطلقت أميمة الخليل عصفورها من الشباك على شكل حرية أهداها خليفة الى كل "السجناء العرب في السجون الاسرائيلية. والسجناء العرب في السجون العربية". وعلى ايقاع لحن وكلمات كتبت تحديدا لمدينة صيدا قبل خمسة وثلاثين عاما وتماهت مع روح زعيمها الراحل معروف سعد الذي اغتيل اهتزت المدينة وبحارتها عندما صدح مارسيل والميادين مرددين "شدوا الهمة الهمة قوية .. يا بحرية هيلا هيلا .. يا ريس ريس هالمينا معروف القلعة جايينا". ورقص بعض الحضور رافعين علم الحزب الشيوعي اللبناني الذي نظم الحفل في الذكرى 29 لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي لبيروت في عام 1982. وقالت نور بعلبكي "مارسيل خليفة اليوم روى عطش كل الحضور المتشوق له بتقديمه الاغنيات القديمة التي تربينا عليها. عشنا ليلة رائعة بالفعل". وانطلقت تجربة خليفة الموسيقية الحاصل على لقب فنان السلام عام 2005 من منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في السبعينات حيث شكل توأمة فنية مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش دون ان يتعرف عليه مع بداية الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. لم ينس مارسيل أن يعاود تصويب البندقية الفاصلة بينه وبين "ريتا" منذ عشرات السنين والتي كتبها درويش وهي أغنية أصبحت رمزا ولازمة في كل حفل غنائي. واليها أيضا تألقت الميادين وخليفة من كلمات درويش بأكثر الالحان الممتزجة بين الحب والحرب في أغنية "أجمل حب" أو التي يعرفها الجمهور باسم "كما ينبت العشب". هي جمعة "مرسيل خليفة في صيدا" والتي رأى فيها بعض الجمهور ثورة غناء ولحن موروث منذ الطلقة الاولى التي وجهت في بيروت ضد الاحتلال الاسرائيلي وقد رد خليفة رجع الصدى وحفز الشعوب على النهضة في نشيده الثائر "انهض وقاوم".