قالت صحيفة ال "ديلي تليغراف"، أنها عثرت في مدينة تمبكتو الواقعة شمال مالي، على وثيقة سرية باللغة العربية، تكشف عن أن تنظيم 'القاعدة' في شمال أفريقيا خطط لقيادة 'النضال' بمنطقة الصحراء الإفريقية والسيطرة عليها. وقالت الصحيفة إن 33 شخصية قيادية من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كانت قد عقدت اجتماعا في 18 مارس 2012، حين كان مقاتلون من قبائل الطوارئ وجماعة أنصار الدين 'الجهادية'، على وشك الإستيلاء على شمال مالي بعد سيطرتهم على سلسلة من البلدات الصحراوية بالقرب من الحدود مع الجزائر، واتخذت قراراً كان له عواقب وخيمة. واضافت أن الوثيقة توضح أن أمير تنظيم 'القاعدة' في بلاد المغرب الاسلامي، أبو مصعب عبد الودود، وهو جزائري في ال 42 من العمر، ترأس اجتماعاً لكبار القادة بالتنظيم هدف إلى ضمان سيطرة حركته على معظم المناطق في شمال مالي. واشارت الصحيفة إلى أن 'الجهادي' المخضرم أبو مصعب، هو واحد من أكثر الرجال المطلوبين في الجزائر، وكان امضى أكثر من عقد من الزمان كمقاتل بالحرب الأهلية في الجزائر قبل أن يساعد في انشاء تنظيم 'القاعدة' في بلاد المغرب الاسلامي. وقالت إن أبو مصعب عرض بالإجتماع رؤية للمستقبل وضعها أحمد جبري، العضو بالمجلس الإستشاري في حركته، وذكر في تسجيل 'نظرنا بحرص إلى خطط السيطرة على الصحراء الإفريقية ووجدنا أنها مثيرة للإهتمام ومرضية لهذه الفترة من الزمان، ولذلك سنطرح الخطة للمناقشة لإعطائها دراسة متأنية'. وأضافت الصحيفة أن فكرة جبري، قامت على مدح جماعة أنصار الدين على الانتصارات التي حققتها في المواجهات الأخيرة في الصحراء الكبرى واعتبارها عملاً بطولياً، من ثم وضع خطة يقوم بموجبها تنظيم 'القاعدة' في بلاد المغرب الإسلامي بقيادة ومراقبة أنشطة الجهاد لتحقيق الأهداف المطلوبة. ولفتت إلى أن الهدف الحقيقي لتنظيم 'القاعدة' في بلاد المغرب الإسلامي من وراء هذا الإطراء كان الحصول على حصة من المواقع التي سيطرت عليها جماعة أنصار الدين على شمال مالي، من ثم الإستيلاء على المنطقة بالكامل. وقالت 'ديلي تليغراف' إن تنظيم 'القاعدة' سعى دائماً وبنجاح لاختطاف نجاحات غيره من الحركات 'الجهادية'، وقام في تسعينات القرن الماضي بتحويل افغانستان إلى مركز لتدريب وتجنيد المقاتلين بعد سيطرة حركة طالبان عليها، وهو الأسلوب نفسه الذي حاول تنظيم 'القاعدة' في بلاد المغرب الإسلامي تكراره في مالي مع جماعة أنصار الدين ومقاتلي الطوارق.