يتناول هذا الكتاب قضية الخطاب الديني المعاصر، والتحديات التي تواجه هذا الخطاب الذي تعالت الصيحات منذ أواخر القرن العشرين بضرورة تجديده وإصلاحه، ومواكبته للتطورات والمستجدات المعاصرة. وفصول الكتاب لا تهتم بتوجيه النقد للخطاب الديني المعاصر بقدر ما تتناول بالرصد والتحليل والتأويل نصوص الخطاب الديني المعاصر، وما تتضمنه من ظواهر تسترعي النظر والمعالجة ، وآراء فقهية جدلية أصابت المجتمع لسنوات طويلة بالغموض لتفسيرها. ويهدف الكتاب إلى المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني وليس تطويره أو تعديله، بما يتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على مجتمعاتنا الإسلامية، وبقدر يسمح بتقديم الإسلام المعاصر كما كان في سابق عهده ، لا كما يدعي المستشرقون وأعداء الإسلام على أنه خطاب يحض على القتل ويدعو للدموية . وجاء الكتاب كرد فعل للحملة الأكثر شراسة ممن ينتمي إلى الدين الإسلامي نفسه ، من المغالين والمتطرفين فكرياً وأيديولوجياً وأؤلئك يشكلون خطراً على الخطاب الديني نفسه ، من خلال بعض الآراء الغريبة والقاسية التي من شأنها تزيد الهوة اتساعاً بين المواطن المسلم البسيط الذي يريد أن يمارس عباداته وفق نسق فطري وسطي وبين تلك الأفكار الشرسة . ويقع الكتاب في مائتين وواحد وخمسين صفحة من القطع المتوسط ، وتضمن أحد عشر فصلاً هي كالتالي: الدولة الإسلامية وتكريس السلطة المطلقة. إشكالية التصوف في الخطاب الديني ( وتناول الفصل موقف جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية من التصوف والطرق الصوفية في مصر) . شرك التكفير وملف التنوير (وتناول المقارنة بين فقه الإمام محمد عبده وفقه الفضائيات المعاصرة) مرجعية الخطاب الديني المعاصر. الدين والسياسة (جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي نموذجاً) عقبات في طريق الخطاب الديني المعاصر. المشهد الأخير بين الليبرالية والسلفية مستقبل النخب الدينية في مصر تراجيديا الدولة الدينية في مصر اتجاهات الإسلام السياسي في مصر التعليم الديني في مصر.