بور سعيد كتلة لهب .. عصيان مدني وغضب ودمار يقتل العشرات ويصيب المئات "البحرية" تدفع بلنشات صواريخ وكاسحات ألغام لتكثيف تأمين قناة السويس.. خوفا من إقتحامها تحولت مدينة بو سعيد إلى كتلة من اللهب المتطاير من مكان لمكان عقب قرار محكمة جنايات بور سعيد باحالة اوراق 21 متهما فى أحداث إستاد بورسعيد إلى فضيلة المفتي ، وحجز القضية المعروفة إعلاميا ب"مجزرة بورسعيد" إلى جلسة 9 مارس المقبل للنطق بالحكم. وفيما كان التراس أهلاوي يطلق "شماريخ السعادة" تعبيرا عن الرضا عن الحكم ، أو القصاص الذي انتظروه طويلا، انتابت أهالي بورسعيد حالة من الغضب وخرج الالاف من المقاهى والكافيتريات إلى الشوارع حيث حطموا اللافتات و واعتدوا على عدد من المحلات التجارية، قبل ان يشعلوا النيران فى السيارات وبعض المنشآت العامة، مرددين "بورسعيد دولة مستقلة" فيما توجه الآلاف إلى سجن بورسعيد العمومى الذي شهد وفاة احد المتهمين بازمة قلبية بعد علمه بقرار المحكمة بتحويل اوراقه الى المفتي، كان عناصر التراس النادي المصري يحاصرونه، في محاولة لاقتحام السجن، غير أن قوات الشرطة تصدت لهم بالقنابل المسيلة للدموع، و الأعيرة النارية، وشهد محيط السجن حالة من الكر والفر في معركة سقط على إثرها أثرها 27 قتيلا ومئات المصابين، من الاهالي وقوات الامن بينهم الملازم أول أحمد البلكى من ضباط الأمن المركزى، المكلفين بتأمين سجن بورسعيد، الذي سقط عقب تلقيه طلقة نارية فى الرأس أودت بحياته على الفور. وعلى مقربة اضرم مئات المتظاهرين النيران في مبنى هيئة كهرباء القناة، واشتبكوا مع قوات الجيش المكلفة بتأمين المبنى ، وميناء بورسعيد، ورشقوهم بالحجارة، وقنابل "المولوتوف"، وردت القوات بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم. كما قام الأهالي بتحطيم واجهات كلية التربية الرياضية، واقتحام مبنى هيئة ميناء بورسعيد، وإطلاق «شماريخ» في الهواء وفي سياق حالة الغضب التي كانت تتفاقم ساعة بعد أخرى توجهت مسيرات تضم المئات من أهالى المتهمين المحكوم عليهم لاقتحام جراج الإنقاذ والطوارئ الخاص بالمحافظة فى محاولة للحصول على اللودرات والجرارات لاستخدامها فى اقتحام سجن بورسعيد العمومى وتهريب المتهمين، إلا ان قوات الأمن نجحت فى إفشال محاولاتهم، وتمت السيطرة على الموقف. وفيما قامت عناصر من الجيش الثاني الميداني بالتحرك لحماية المناطق الملتهبة في بورسعيد، تعرض قسم شرطة شرق بورسعيد ومحكمة بورسعيد، لإطلاق كثيف من الأعيرة النارية من أسلحة آلية وثقيلة، فيما تعرضت بعض السفن الراسية بميناء بورسعيد لاطلاق نيران اسلحة خفيفة من قبل مجهولين، من دون قوع أي خسائر مادية أو بشرية. من جانبه قال مصدر عسكرى بالقوات البحرية إن هناك قطعا بحرية ما بين لنشات صواريخ وكاسحات ألغام، تتواجد الآن فى المجرى الملاحى لقناة السويس أمام موانئ بورسعيد والسويس، رافعة درجة الاستعداد الأولى لأكثر من 12 وحدة بحرية من أجل إحكام السيطرة عليه ومواجهة أى أعمال عنف من شأنها تهديد سير السفن فى قناة السويس.