أعرب عددٌ من السفراء والمحللين السياسيين عن تمنيهم بأن تمر مظاهرات إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بشكل آمن وسلمي، متوقعين حدوث سيناريوهين بشأن تلك الاحتفالية، أحدهما هو الاحتفال بشكل سلمي وحضاري، والآخر السيناريو الأسوأ وهو حدوث أعمال شغب وعنف، وطالب بعضهم بإزاحة الخلافات السياسية جانبًا، ومحاولة الاتفاق على حل يرضي جميع أطياف الشعب المختلفة. الدكتور مختار غباشي - نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية - يؤكد أن احتفالية ثورة 25 يناير ينبغي أن تكون على مستوى الثورة التي أزاحت نظامًا كاملًا استمر لمدة 30 عامًا، وشدد على ضرورة أن يعود التواءُم والاتفاق على حل يرضي جميع المواطنين والقوى السياسية والثورية، بالإضافة إلى أهمية وضع تصور جديد للمستقبل خاصة في ظل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر. كما أكد على أهمية إزاحة الصراعات والخلافات السياسية جانبًا بحيث نستطيع أن نتفق على أسس جيدة بعيدًا عن الصراع السياسي الحاد الذي شهدته مصر خلال الفترة الماضية، قائلاً: نتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة لعودة التواؤم من جديد بين أطراف الشعب المختلفة. وأكد أن عدم نزول جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية إلى الميادين للاحتفال بذكرى الثورة سيكون أحد الأسباب الرئيسية لعدم وجود مشاحنات فيما بين أطراف الثورة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وعدم اكتمال البناء السياسي، هذا فضلاً عن مناوشات الدستور الذي تم إقراره مؤخرًا. واضاف أن هناك بعض الأحزاب المتواجدة على الساحة السياسية تضع تصورًا سياسيًّا معينا، مشيرًا إلى احتمالية حدوث نوع من التجاذبات داخل الميادين العامة على مستوى المحافظات. أما الدكتور عبد الخبير عطا - أستاذ العلوم السياسية – فقال: إن السيناريو الأفضل الذي نتمنى أن يحدث حتى وإن كان سيشوبه بعض أحداث العنف، أن يتم الاحتفال بشكل حضاري حيث أن مصر لها قيمة عالمية وليس عربية فقط، وقد قال أحد اللغويين العالميين: إن ثورة يناير نموذج للعالم وسوف تغير العالم كله، وهناك كثيرون يؤكدون الشيء نفسه. ولفت إلى أن السيناريو الثاني هو الأسوأ، متوقعًا أن يشهد هذا اليوم أعمال عنف مع الشرطة تهدف إلى تعكير صفو هذه المناسبة، فضلاً عن حدوث بعض الاحتكاكات بالسلطة القائمة وكذلك الداخلية والجيش وذلك من أجل تحقيق أهداف ومصالح أجنبية. ويشير إلى أن هناك الكثير ممن يرغبون في استعادة ما حدث من قبل من أحداث عنف وشغب، ويسعى إلى تدمير ما تم إنجازه، إلا أن الشعب الآن أصبح يتميز بالوعي إضافة إلى أنه أصبح أيضًا لديه دستور. كما أكد أن هناك محاولات تهدف إلى تعكير الجو من قبل البعض في الداخل من الشباب المندفع والذي ينساق أحيانًا وراء الشعارات، وفي الخارج من بعض الجهات الإقليمية والدولية التي تريد إجهاض الثورة. مطالب لم تتحقق من ناحية أخرى، أكدت الدكتورة أمل حماده -أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة- أن مطالب الثورة لم تتحق حتى الآن، وهذه المناسبة ستكون بمثابة تذكير للجميع بهذه المطالب وتجديد الإصرار على تنفيذها. وتوقعت عدم حدوث عنف في ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير المقبل، بالإضافة إلى أنها لا تتمناه، مؤكدة أيضًا أنها ليست مناسبة اجتماعية. فيما يرى السفير إبراهيم يسري أن 25 يناير لابد من أن نحتفل بها جميعًا، في شكل سعيد ومبشر، معربًا عن تمنيه بألا يتحول هذا الاحتفال إلى صراع وصدام سياسي أو إلى حشد للأفراد من قبل بعض القوى الثورية. ويضيف أنه إذا لم يكن هناك ضمير من قبل بعض الجهات والحركات السياسية، سوف يكون هذا الاحتفال انتحارًا قوميًّا، مشيرًا إلى أن الدولة "خربت" على حد تعبيره. ويطالب يسري القوى السياسية بانتظار الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي لم يتبق عليها سوى 3 أشهر، فمن يجد نفسه يمثل الأغلبية يترشح في الانتخابات ويفوز بأغلبية في البرلمان، بدلاً من حشد الميادين والصراعات غير المبررة. ويضيف السفير محمود شكري أن سيناريو ذكرى 25 يناير سيشهد ملامح جديدة قد لا نتمكن من رصدها الآن ولكنها ستكون مؤثرة بشكلٍ ما، حيث أن هناك تعارضًا فيما بين جبهة الإنقاذ الوطني وبين الإخوان. من المشهد الاسبوعى