اكد الأنبا موسى، أسقف الشباب أن الكنيسة وافقت على أن تكون "مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"، موضحا أن نص المادة 219 بالدستور هو ما أقلق المسيحيين. وأضاف الأنبا موسى أن تلك المادة وسعت تفسير الشريعة وحولته إلى الفقه، الذي هو متغير وعام، ومنه الفقه الوهابى، سبب القلق. موضحا أن الأقباط شعروا بالحرية والمواطنة عقب الثورة، وأصبحوا يعبرون عن آرائهم، ومنهم من يتشدد لرأيه، لكن المعروف أنهم يعطون أصواتهم للمرشحين المدنيين، وتوزعت تلك الأصوات على المرشحين المدنيين فى الانتخابات الرئاسية. وحول خطاب انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية والذي شارك الأنبا موسى في صياغته, قال أسقف الشباب في حواره للوطن, إن البابا تواضروس الثانى، لم يكن قد جرى تنصيبه رسمياً، وكان الأنبا باخوميوس، هو قائمقام البابا، وعمل لقاء لقيادات قبطية داخل الكنيسة بخصوص التأسيسية، فى ظل تجميد القوى المدنية عضويتها فى الجمعية، وتخوّفت الكنيسة من المادة 219 بالدستور والمادة 4 الخاصة بالأزهر الشريف والتخوُّف من سيطرة المتشددين عليه مستقبلاً، وفى الاجتماع جرى طرح 3 قرارات للتصويت، بين التجميد والانسحاب والاستمرار، وجرى تصويت أغلبية الحضور على الانسحاب. وحول الدعوات للرقابة على أموال الكنيسة, قال "مَن يعطنى مليماً يأتى ليراقبنى، والدولة لا تمنحنا شيئاً، فما دخلهم بالكنائس وعطايا الأقباط؟ الأقباط هم من يراقبون أموالهم التى تبرعوا بها، ورأوا أنها ذهبت إلى فقراء الأقباط والمسلمين فى القرى، وبناء الكنائس، وأنشطة الأعياد والجمعيات القبطية الخيرية، مثل التبرعات الأخيرة مثلاً لأسر أطفال أسيوط شهداء القطار". وأضاف الأنبا موسى أن تأييد الأقباط الكامل للثورة سيكون حين تتحقق المواطنة، و"اليوم التيار الإسلامى متفهم، ويريد تحقيق المواطنة، ولكن إذا حاول الانفراد بالحكم سنكون غاضبين بوضوح، وأعتقد أن المحبة بين المصريين ستُحدث التفاعل والتوافق بينهم". وحول تصريحه الذي أثار جدلا في الأوساط القبطية من أن "الإسلام حرر مصر"، قال إنه قصد تحريرها من الاستعمار الرومانى، "وتلك حقيقة تاريخية، وكان بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية مُبعداً فى المدافن، وهو البابا بنيامين، وأرجعه عمرو بن العاص، مرة أخرى إبان الفتح الإسلامى لمصر". وأضاف الأنبا "لا نخشى التنكيل بالكنيسة أو الأقباط، لأن التنكيل ليس من طبيعة المصريين، ولم نر مصرياً ينكِّل بالأقباط، وما يحدث أقلية متطرفة تأتى بأشياء مستورَدة ولا تمتلك الروح المصرية". وطالب من يتحدثون عن صفقات بأن يأت بالأدلة على ذلك مؤكدا أن "الكنيسة لا تعقد صفقات، ولا يستطيع أحد تهديدها، ولم تتلق الكنيسة تهديداً واحداً، سواء من النظام السابق أو الحالى، فالنظام الذى يُهدد الكنيسة يكون نظاماً غبياً، ما بين الكنيسة والنظام هو تفاعُل لا صفقة، تفاعل يحفظ السلام". وردا على تصريحات الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، التى وصف خلالها البابا تواضروس بأنه يقود الكنيسة إلى التشدد، قال الأنبا موسى إن ذلك التصريح "مُبالغ فيه جداً"، وأضاف "أنا أعرف البابا عن قُرب منذ 18 سنة، وهو متفائل وسَمح، وصدره واسع لكل المختلفين معه، وقلبه مُحب للكل، وملامح وجهة مريحة لكل المصريين، وحين تحدث البابا عن المادة 219، وقال إنها كارثية، قلنا كلنا ذلك". وأوضح الأنبا أن الأقباط "غاضبون من التهميش، والأنبا باخوميوس قالها علناً من أن لدينا نصف وزارة فى الحكومة، ونحن لا نطالب بكوتة للأقباط فى الحكومة، ولكن نطلب تمثيلهم كحضور، وكان ينبغى فى حكومة بها 35 وزيراً أن يكون بها على الأقل 3 وزراء أقباط".