30 ألف جنيه التكلفة الفعلية للخمس نجوم والشركات ترفعها 3 أضعاف فروقات ضخمة بين أسعار الحج في مصر وغيرها من دول العالم وهو ما يؤكده هروب الكثير من المصريين الي دول اخري للحصول علي فرصة غير مرهقة ماديا لاداء الفريضة نتيجة المغالاة غير الطبيعية وغير المبررة في تكاليف الحج والعمرة فى مصر، خاصة التي تنظمها شركات السياحة والتي وصلت تكلفتها هذا العام الي اكثر من 76 الف جنيه للتأشيرة، رغم التخفيضات التي تطوع اتحاد الشركات واعلن عنها في مغازلة صريحة منه لوزير السياحة منير فخري عبد النور الشهر الماضي، حينما اعلنت الوزارة نيتها تغيير نظام الحج من اسلوب الحصص المتبع الي اسلوب القرعة، وهو الامر الذي اثار فزع الشركات خوفا علي مصالحهم ودفعهم الي المبادرة بالتخفيضات سالفة الذكر، الامر الذي اثار الشكوك والتساؤلات حول هذه المبادرة للبحث في التكلفة الفعلية للحج والعمرة وهو ما قامت به "المشهد" في التحقيق التالي: من الجانب السعودي يقول عبدالله قاضي - نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة - ان التكلفة الفعلية لحج هذا الموسم تتراوح ما بين ما يوازي 12 الفًا و30 الف جنيه مصري حسب طبيعة ونوع الحج، سياحي او قرعة او جمعيات شاملة الاقامة والتنقلات والخيام والمطوف وكذا تذاكر السفر. واكد القاضي ان وزارة الحج السعودية شددت علي الا تتأثر الاسعار نتيجة اعمال التوسعة التي تتم في منطقة الحرم، وهو ما يتنافي مع فواتير شركات السياحة المصرية التي تتراوح ما بين 40 الفا و80 الف جنيه مصري وهي زيادة لا نري لها اي مبرر لدينا.. اما محمد قطاني - من اتحاد شركات العمرة السعودية - فيشير الي ان عدم توحيد الجهات المسئولة عن الحج في مصر يؤدي الي حالة من الفوضي والتضارب، ضحيتها المواطن المصري الذي يرغب في اداء فريضة الحج، نتيجة سيطرة الاطماع الذاتية دون ضابط حقيقي ،على عكس ما يحدث في اغلب دول العالم التي نتعامل معها حيث يوجد معيار ثابت للتكاليف الاساسية او قائمة استرشادية معيارية حرصا علي الصالح العام. ويؤكد قطاني انه بحسبة بسيطة يمكن الاطلاع علي التكاليف الفعلية بمكة والمدينة المنورة: اذا كان الحاج يرغب في خدمات من فئة الخمس نجوم فان تكلفة الاقامة لمدة 15 يوما فى احد الفنادق المطلة علي الحرم مباشرة اقامة كاملة بوفيه مفتوح فطار وعشاء من 1 الي 4 ذو الحجة لا تزيد الليلة علي 1000 ريال اي ما يقابل 1600 جنيه مصري تقريبا، اما الاقامة في مكةالمكرمة فاذا اخترت احد الفنادق المطلة علي الحرم مباشرة باقي الايام وايام التشريق فان اغلب عروض الفنادق مثل فندق اجياد مكة لا تزيد - مع الخدمات السابقة اضافة الي الغداء - علي 1200 ريال في الليلة - مع الاحتفاظ بالحجرة ايام التشريق - وبحسبة بسيطة فان تكلفة الاقامة في مكة والمدينة في فندق خمس نجوم لمدة 15 يوما لا تزيد علي 24 الف جنيه مصري فاذا اضفنا باقي الخدمات مثل الإقامة في (عرفات) في خيام ألماني مكيفة (فريون) ومزودة بحمامات خاصة للرجال والسيدات مع تقديم وجبة الإفطار والغذاء بوفيه مفتوح مستوى 5 نجوم، وكذا الإقامة في (منى) في خيام مكيفة ومفروشة بالتكايات والمساند العربية والسجاد مع تقديم المشروبات والفواكه والوجبات مستوى 5 نجوم كل ذلك لا يزيد علي 2000 ريال ، مع رسوم المطوف والانتقالات، وباضافة هذه التكاليف - وهي اعلي الخدمات التي يمكن تقديمها للحاج - فان التكاليف الفعلية لا تتعدي 30 الف جنيه مصري، وهو الامر الذي يثير الشبهات حول التعاملات المالية لشركات السياحة المصرية مع الحجاج بمساعدة وزارة السياحة وهو ما يحول الفريضة الي بيزنس والزبون الي كبش يتم ذبحه بمعرفة الحكومة المصرية. نترك الجانب السعودي الي الامريكتين لمقارنة اسعار الحج السياحي في مصر بدول العالم، حيث يؤكد مسئول بمكتب هيئة تنشيط السياحة بالولايات المتحدةالامريكية - لم يرغب في ذكر اسمه - ان تكلفة الحج هناك لا تتعدي 3000 دولار رغم ان المسافة بين امريكا والمملكة العربية السعودية تزيد اضعافا مضاعفة علي المسافة التي تكاد لا تذكر بجانبها بين مصر والمملكة. وأشار الي هناك امورًا غامضة تجري بين الشركات ووزارة السياحة ابسطها الضغوط غير المفهومة التي يمارسها اتحاد الشركات الذي يمتلك كل اعضاء مجلس ادارته شركات سياحية كبري هدفها الربح قبل الصالح العام. ويؤكد ان سعر تذكرة الطيران بين القاهرة وواشنطن حوالي 4500 جنيه مصري في حين وصل هذا العام الي ما بين 5000 و7500 جنيه مصري ما بين القاهرة والمدينة المنورة او جدة في الوقت الذي توجد هناك تسعيرة دولية ثابتة تلزم شركات الطيران والموانئ والنقل البري تضع في حسابتها تكلفة الرحلة وهو ما يخالف اسعار الاتحاد الدولي للطيران. ويتعجب من تبرير شركات الطيران المصرية من ان السبب في ارتفاع سعر التذاكر بان الطائرة" بترجع فاضية" وكأنك في موقف ميكروباص او تاكسي، وهو الامر الذي يزيد الاعباء علي الحجاج المصريين. اما فاروق الحصري- صاحب احدي الشركات السياحية المصرية - فيري ان احتكار الشركات الكبري التأشيرات هو السبب الرئيسي في زيادة تكاليف الحج في مصر عن باقي دول العالم حيث يستحوذ عدد قليل من الشركات علي اغلب التأشيرات التي تحصل عليها مصر والبالغة هذا العام حوالي 7800 الف تاشيرة تحصل شركات السياحة منها علي 30 الف تأشيرة وهي بالمناسبة تمنحها السلطات السعودية مجانا للمصريين وتقوم الشركات بالحصول عليها بنظام الحصص من وزارة السياحة مقابل رسوم بسيطة وتحدد كل شركة اسعارها حسب هواها، اما الشركات الصغيرة التي لا تتمكن من الحصول سوي علي عدد محدود جدا من التأشيرات قد يصل الي 3 او 4 تاشيرات علي اعلي تقدير، فانها تكون مرغمة علي بيع حصتها لشركة اكبر توفيرا لنفقات الاوراق والحجوزات وغيرها من الاعباء الاخرى، ومن ثم تحدد الشركات الكبري الاسعار حسب رؤيتها وحسب الخدمات التي توفرها للحج من اقامة وتنقلات وخيام وغيرها.