طالبت الدعوة السلفية، المجلس العسكرى بإعلان تبرؤه من وثيقة الدكتور على السلمى، بعد أن تبيَّن له "عدم وجود توافق وطنى على أى وثيقة مطروحة"، حيث يردد البعض أن المجلس يرعى هذه الوثيقة. وفى بيان رسمى لها، قالت الجماعة، التى تتخذ من الإسكندرية مركزًا لها: إن وثيقة نائب رئيس الوزراء من حيث التفصيل "تعبِّر عن عقلية ديكتاتورية لا تُناسب المرحلة الثورية بحال"، مشيرة إلى أنها لا تعبر إلا عن رأى الموقعين عليها. وحول ما ورد فى نص الوثيقة، رأت "الدعوة السلفية" أن إقحام وصف "موحدة" فى أوصاف مصر "أمر مريب"، كما أن اعتبار "النوبة - سيناء - الوادى الجديد - حلايب وشلاتين" أماكن ذات طبيعة ثقافية خاصة "إخلال بالأمن القومى المصرى"، ومثال آخر على كوارث تلك الوثيقة، واستغربت أيضاً إصرار الوثيقة على مصطلح "مدنية الدولة" الذى رفضته "وثيقة الأزهر". وفى السياق نفسه، أعلنت الدعوة السلفية رفضها التام لفكرة تمرير أى جزء من الدستور، أو تحديد القواعد الحاكمة لاختيار الهيئة التأسيسية له تحت أى مسمى، المبادئ فوق دستورية، المواد الحاكمة للدستور، مبادئ الدولة المصرية الحديثة، معتبرة ذلك التفافاً على إرادة الأمة، وافتئاتا على الحق الدستورى لأعضاء مجلسى الشعب والشورى المنتخبين، ولأن أعضاء المجلسين الذين سيأتون من خلال انتخابات حرة نزيهة أصدق تمثيلاً للشعب بكل فئاته من أى اختيار آخر. من جهة أخرى، أعلنت الدعوة مقاطعتها لمظاهرات "9 سبتمبر"، معللة ذلك "لما جربناه على بعض الداعين إلى تلك المظاهرات من الدعوة إلى شىء، ثم المناداة بغيره فى الميدان، ومِن الاعتصامات والاعتداءات على مصالح الشعب المصرى، والمناداة بالعلمانية، ومنابذة الشريعة الإسلامية"، كما استنكرت الدعوة التى أطلقتها بعض القوى على الإنترنت بالمواجهة بين الجيش والشعب. وقالت الجماعة فى بيانها الذى أصدرته اليوم، الخميس، إنها تهيب ب"المجلس العسكرى" ألا يستجيب لأى ابتزاز داخلى أو تهديد خارجى، وليعلم أن الشعب وقف وراءه يوم أن حمى ثورته، ويوم أن أدار أول استفتاء حقيقى فى تاريخ مصر الحديث، وأن قوة مصر فى التحام شعبها وجيشها، وقيام كل مؤسسة بمهامها على الوجه الأكمل. وفى البيان، طالبت الدعوة السلفية "وزارة الداخلية"، و"المجلس العسكرى" بالمواجهة الحازمة ل"أبناء مبارك"، لاسيما إذا اعتدوا على أهالى الشهداء، وضبط كل مَن يحمل منهم سلاحًا أو يروع الآمنين بقذف الطوب أو غيره، كما شجبت حالة الانفلات الأمنى وما أسفر عنها من مواجهات بين مشجعى "النادى الأهلى" وقوات الأمن "لمجرد وجود سباب من مشجعى الكرة مهما كان الشخص الذى وجه له السب"؛ مما يؤكد أهمية فتح تحقيق فورى مع مثيرى الفتنة من الجانبين.