وافق الحزب الحاكم في اليمن اليوم الأربعاء على تغييرات في خطة لتنحية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة، أملا في إنهاء جمود أصاب الحياة في البلاد بالشلل وعزز متشددين يشتبه بوجود صلات تربطهم بتنظيم القاعدة. وأعطى صالح الضوء الأخضر الشهر الماضي للحزب الحاكم وهو حزب المؤتمرالشعبي العام لقبول تعديلات في خطة لنقل السلطة توسطت فيها دول خليجية وتمت الموافقة عليها بعد مناقشات استمرت يومين. وقال عضو في الحزب حضر المناقشات لم يذكر اسمه "توصلنا إلى اتفاق بصعوبة ... كانت هناك عناصر متطرفة عارضت الخطة." وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية أن تمنح الاضطرابات في اليمن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفرصة لشن هجمات في المنطقة وخارجها. وحثت واشنطن والرياض صالح على توقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة وهي برنامج تم تعديله عدة مرات. وبدا أن المبادرة فشلت بعد تراجع صالح ثلاث مرات في اللحظة الاخيرة عن توقيعها. وتقضي التعديلات التي وافق عليها حزب صالح أن ينقل الرئيس اليمني سلطاته الى نائبه عبد ربه منصور هادي بعد توقيع الاتفاق لكنها تمنحه ثلاثة شهور ليتنحى رسميا عن السلطة بخلاف خطط سابقة اشترطت أن تكون المهلة30 يوما. وبعد ترك صالح السلطة تجرى الانتخابات وتشكل المعارضة حكومة وحدة مؤقتة لفترة انتقالية تستمر عامين يظل هادي فيها رئيسا مؤقتا لليمن. وتعمل الحكومة اليمنية خلال الفترة الانتقالية على وضع مسودة دستور جديد واجراء حوار مع جماعات متمردين مثل الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب. وتتطلب الخطة الجديدة أيضا إعادة هيكلة الجيش اليمني في غضون 3شهور من توقيع صالح للاتفاق. وتسيطر عائلة صالح في الوقت الحالي على القيادة العليا للقوات المسلحة. ويترأس أحمد علي صالح ابن الرئيس اليمني، والذي تخشى المعارضة أن يتم تهيئته ليخلف والده في الرئاسة، قوة الحرس الجمهوري. وبعيدا عن طاولة المفاوضات قال مسئول محلي إن القتال اشتد في جنوب اليمن حيث يسيطر مقاتلون يعتقد أن صلات تربطهم بتنظيم القاعدة على ثلاث بلدات على الأقل.وأضاف مسئول يمني أن طائرات حربية قصفت معاقل يشتبه بأنها للمتشددين في محافظة أبين الجنوبية المضطربة اليوم، مما أسفر عن مقتل الكثيرين بينهم مدنيون في مدينة جعار. ولم يتمكن من تقدير عدد الضحايا. وقال ساكن انه أحصى 24 غارة جوية على المدينة وان السكان يغادرون بأعداد كبيرا للفرار من اراقة الدماء. وفر عشرات الآلاف من اليمنيين من أبين في الشهور القليلة الماضية مع محاولة الجيش استعادة السيطرة على مناطق فقد السيطرة عليها. وقال مسئول أمني إن 3 متشددين قتلوا يوم الأربعاء في غارة على بلدة الشقرة الساحلية التي سيطر عليها مقاتلون إسلاميون الشهر الماضي.