- "أوباما" كان مفيدا فى تهدئة الوضع فى غزة - العالم الآن آشبه ب"كوكب القرود" - أرفض لقب "الفرعون الجديد"
قال الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أن هناك ما يقرب من 80% أو 90% من الشعب المصرى مع الإعلان الدستورى الذى تم إصداره وفقا لإستطلاعات الرأى التى اجريت مؤخرا، مؤكدا "وجود عنف لدى بعض المعارضين وهو مايثيبت وجود علاقة قوية بينهم وبين النظام السابق ، رافضا وصفه ب"الفرعون الجديد"، وحول الوضع فى غزة أشاد أن الوضع لم يكن سهلا،مشيدا بدور الرئيس الأمريكى باراك أوباما،واصفا اياه ب"المفيد" فى التهدئة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، كما طالب رؤساء العالم بأن يعيشوا فى سلام وأن يبحثوا عن كيفية وجود ثقافة عالمية تجبر جميع البشر أن يعيشوا معا، مشبها حال العالم الآن بفيلم "كوكب القرود". وأضاف "مرسى" خلال حوار أجرته معه مجلة "تايم" الأمريكية، بعد اختياره شخصية العام فى الشرق الأوسط الذى أجراه معه رئيس تحرير المجلة إن الإعلان الدستورى فى صالح الشعب والثورة، فهناك فارق كبير فى التعامل مع المعارضة خلال فترة حكم النظام السابق وحاليا، ولكن هناك قدر من العنف لدى بعض المعارضين لم نعتاد عليه فى ثورة 25 يناير،مؤكدا "وجود علاقة بين العنف الموجود حاليا بين صفوف المعارضة وبين النظام السابق، ويمكنك الشعور بذلك من الواقع" حسب قوله. وأوضح إنه حريص على وجود حرية للتعبير عن الرأى ونقل السلطة، قائلا : " أنا رئيس منتخب ومسئوليتى تكمن فى الحفاظ على الوطن خلال المرحلة الانتقالية وهى مرحلة صعبة، ولكن الشعب المصرى قادر على المضى قدما نحو الاستقرار والديمقراطية. ورفض "مرسى" وصف "الفرعون الجديد" الذى أطلقه عليه الثوار، وأكد أنه اعتقل فى السابق لدفاعه عن حقوق القضاة والمطالبة باستقلال القضاء، كما أنه على دراية كاملة بما يعنيه الفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية، واصفا إياه بالمفهوم الذى تقوم عليه الدولة الحديثة. ونفى رئيس الجمهورية، وجود انقسام فى مصر، مؤكدا على أن الوضع الحالى هو أغلبية ومعارضة، إلا أن المعارضة الآن لم تكن كمثيلتها فى السابق، وإذا كان لدينا 30% أو 25% معارضة هذا يعد نسبة ضخمة. وقال "مرسى" أنه رئيسا منذ 5 أشهر فقط بعد نحو 30 عاما من الفساد وتهميش دور المواطن، مؤكدا إسقاط الإعلان الدستورى بمجرد الانتهاء من كتابة الدستور والاستفتاء عليه، على أن يتم إجراء الانتخابات البرلمانية بعد شهرين من إعلان الدستور. وتحدث الرئيس مرسى فى الشأن الخارجى، قائلا: "هذه فترة جديدة ليس فقط بالنسبة لمصر أو شعوب الربيع العربى، ولكن اعتقد للعالم كله، لإعادة دراسة ما تم بشكل خاطئ فى الماضى والنظر فى كيفية تصحيحه بقدر استطاعتنا"،مؤكدا أن هذا الأمر يستغرق وقتا. وتابع قائلا: "بشكل ما نضغط فى كل الاتجاهات، ونحاول أن نقول لشعوب العالم ونقنع حكوماته وزعمائه أننا ينبغى أن نعيش فى سلام، فالصراع لا يؤدى إلى الاستقرار فى العالم، بينما التعاون يؤدى إليه.. لكن كيف يمكن أن نفعل ذلك؟ هذة مسألة نضال، وهو نضال صعب جدا جدا، أن يكون هناك ثقافة جديدة، ثقافة دولية تحترم الدول وثقافات الشعوب المحلية، لكن هل يمكن أن يكون هناك ثقافة دولية.. هل يمكن ذلك؟ ثقافة تعاون، وثقافة وقف الحرب وإراقة الدماء.. ثقافة الوسائل السلمية للتجارة، والأعمال المسلحة للدفاع وليس للهجوم، وكيفية استخدام السلطة فى تطبيق مدنى أكثر من التطبيق العسكرى.. يمكننا أن نتعاون، وأن نندمج بقدر الإمكان، كيف يمكننا ذلك؟ أعتقد أن الزعماء فى العالم أمامهم مسئولية كبيرة فى هذا الأمر، فالبشر يمكنهم أن يعيشوا معا". وفيما يتعلق بالرئيس أوباما واتفاق وقف النار فى غزة، قال مرسى إن "أوباما كان مفيدا للغاية، وأفعاله تتماشى مع نواياه، كنا نتحدث معا حول وقف إطلاق النار، وهذا أمر مهم جدا، ثم يمكننا أن نتحدث عن الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا ليس سهلا، بل صعب للغاية، وكلا الجانبين يتحدث عن خلافات، ولكننا نريدهم أن يتحدثوا عن أوجه التشابه، ونحن نقوم بهذه المهمة الكبيرة بقدر ما يمكننا". وأختتم "مرسى" حواره بتشبيه واقع العالم الآن بفيلم كوكب القرود الشهير، قائلا: "أتذكر فيلم كوكب القرود، النسخة القديمة وليس الجديدة، فهناك نسخة جديدة مختلفة، ليست جيدة للغاية. فهى لا تعبر عن الواقع مثلما كان الحال فى الفيلم الأول، لكن فى النهاية لا زالت أتذكر أن هذه الخلاصة:كان هناك قرد كبير، وكان رئيسا لمحكمة عليا على ما أعتقد، وكان هناك عالم كبير يعمل لصالحه، وينظف الأشياء، والذى تم تقييده بالسلاسل هناك.. وكان كوكب القرود بعد حرب كبيرة مدمرة وقنابل ذرية وما إلى ذلك فى الفيلم.. وكان العالم يسأله أن يفعل له شىء ويقول لا تنسى أنك قرد. هكذا قال الرجل للقرد.. "لا تسألنى عن هذا العمل القذر". فما قاله القرد الكبير هو "أنت بشر، أنت فعلت ذلك بنفسك".. هذه هى الخلاصة؟ هل يمكننا أن نفعل شيئا أفضل لأنفسنا".