أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو على أهمية تضافر الجهود الافريقية والدولية لتمكين الشعب الليبي من المضي بخطوات ثابتة نحو إرساء دعائم السلام والأمن والديمقراطية. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير أحمد فتح الله وكيل أول وزارة الخارجية نيابة عن وزير الخارجية خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الثاني للممثلين الخاصين لسكرتير عام الأممالمتحدة والمبعوثين الدوليين فى أفريقيا تحت عنوان " تعزيز الحوكمة السياسية من أجل السلام والأمن والاستقرار في أفريقيا". وقال الوزير إن التغيير فى أفريقيا يصب في مصلحة الشعوب، داعيا إلى توافر المساندة الدولية الصادقة بما يتماشى مع كل دولة واحتياجاتها الوطنية دون فرض توجه أو نموذج بعينه. وطالب الوزير بضرورة تطوير الهياكل المؤسسية للحوكمة السياسية وبناء السلام في مرحلة ما بعد النزاعات في أفريقيا وتحقيق التكامل بين عمل الاتحاد الافريقي وآليات الأممالمتحدة المعنية، داعيا إلى دعم انشاء مركز الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات والذي طرحت مصر فكرة انشائه على قمة الاتحاد الافريقي في يناير 2011 في أديس أبابا وحظى بترحيب القمة. وأكد على أولوية مساندة جهود الاتحاد الافريقي لتنفيذ عمليات حفظ سلام أفريقية بتفويض من مجلس الأمن في إطار أحكام الفصل الثامن من الميثاق، وقال إن الأمر يتطلب إرادة سياسية من جانب الأطراف الفاعلة والمانحين كشرط لنجاح عمليات حفظ السلام في أفريقيا وتجاوز عقبة التمويل. وشدد على ضرورة معالجة أسباب النزاعات في أفريقيا ضمن جهود تحقيق الأمن الجماعي ودعم الاستقرار والتنمية في القارة، مطالبا بتفعيل التعاون الثلاثي مع الشركاء الدوليين لدعم الجهود المبذولة لحفظ السلم والأمن والحوكمة السياسية في أفريقيا بمشاركة الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة. من جهتها، أشارت السفيرة سعاد شلبي مدير "مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا" -في كلمة ألقتها أمام الملتقى الثاني للممثلين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة والمبعوثين الدوليين في أفريقيا- إلى أن الملتقى يهدف إلى التعرف على طرق مواجهة مسألة الحوكمة السياسية وتحقيق السلام والأمن في القارة السمراء وتعزيز دور المجتمع المدني لتحقيق مبدأ المساواة في الحوكمة. ولفتت شلبي إلى أن عدد التظاهرات والوقفات الاحتجاجية في دول القارة وصلت في عام 2010 إلى أعلى مستوياتها.. منوهة بأن المؤشرات والاحصاءات أظهرت بوضوح أن عدم وجود حوكمة اقتصادية أو أسس لحل النزاعات في أفريقيا كان وراء الصراعات التي تشهدها القارة حاليا. وقالت أن هناك 2 بليون دولار انفقت في عام 2010 لحل هذه الصراعات في القارة الأفريقية التي تحظى بأكبر عدد من قوات حفظ السلام في العالم. من جانبه، وجه السفير ميسيان موجوما ممثل رئاسة الاتحاد الافريقي، الشكر لمصر على استضافة الملتقى، مؤكدا أن احلال السلام والأمن في القارة الأفريقية يتطلب وجود إرادة وحوكمة سياسية قوية. وأوضح ميسيان وهو ممثل غينيا الاستوائية التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الافريقي أن الارادة السياسية تمثل عاملا هاما ينبغي الحفاظ عليه لتحقيق التنمية الشاملة في القارة في ظل الأوضاع التي تعيشها الشعوب الأفريقية في الوقت الراهن.