أثار قرار مجلس الوزراء بإغلاق المحال التجارية والكافيهات والمقاهى فى ال10 مساءً والمطاعم فى ال12 منتصف الليل والمقرر تطبيقه بعد إجازة عيد الأضحى مباشرة نوبة غضب كبيرة بمحافظة الدقهلية.. حيث اعتبره البعض صادما واعتبره الآخر وسيلة لقطع أرزاقهم وأنه الشماعة التى تعلق عليها الحكومة فشلها فى إدارة الأزمات التى يمر بها البد حالياً قائلين: "البلد عايز خبراء اقتصاد وتخطيط مش بتوع رى وإصلاح زراعى". واستنكر عدد كبير منهم تصريحات وزير الصناعة والتجارة الخارجية "حاتم صالح" والتى أشار فيها إلى أن تنفيذ هذا القرار سيوفر 6 مليارات جنيه لمصر.. مؤكدين أنهم لن ينفذوا القرار واذا تم تنفيذه سيقومون بمظاهرات أمام المحافظة، مهددين بنقلها الى قصر الاتحادية، قائلين: كنا بنتسرق 30 سنة والكهرباء كانت موجودة لما ننتخب رئيس يقطع علينا الكهرباء. "المشهد" رصدت آراء المواطنين وأصحاب المحال والمقاهى بشوراع مدينة المنصورة والتى تعد ثالث أكبر محافظة تعداداً للسكان على مستوى الجمهورية.. فيقول عباس أحمد "نقاش": لدى 6 أولاد ومش عارف أعيش والشغل واقف وما فيش اى حركة فى البلد اضطريت افرش سجاير امام منزلى حتى لا اموت جوعا انا واسرتى والقرار ده مصيبة لان الحال هيقف أكثر من الأول هما ليه جايين على الغلابة قوى يبصوا على التكييفات اللى شغالة فى مكاتب المسئولين الكبار ولاّ التكييفات المركزية بالمؤسسات الحكومية ولاّ لمبات الكهرباء المضاءة فى عز الظهر. ووصف عبدالحليم حسين خليل " صاحب كافتيريا " القرار بانه سيعجل بثورة الجياع الآتية قائلا: أنا اعمل بوظيفة حكومية صباحا وفى المساء ادير كافتيريتى الصغيرة ويعمل لدى 5 عمال على ورديتين كلهم مؤهلات عليا وخريجو جامعات وامام الحاجة ولقمة العيش والعوز اضطروا للعمل بالمقهى مقابل 40 جنيها يوميا وتطبيق القرار يعنى اننى سأستغنى عن 3 منهم مما يعنى تشرد أسرهم. وأضاف: احنا مستحملين الهم بس عند قوتنا يبقى يا واخد قوتى يا ناوى على موتى يعنى الحكومه بتصدر كهرباء لغزة وكل يوم نعلن اكتشافات جديدة وفى الآخر يتخرب البلد علينا. وقال عبدة كاستلو "مدير أحد الكافيهات" والذي يقع بشارع الجلاء بمدنية المنصورة والمواجه لأحد ابواب جامعة المنصورة والتي تعتبر من أهم المناطق الحيوية إنه لا يعمل طوال النهار ويبدء عمله الفعلي من التاسعة مساءً وحتي الواحدة بعد منتصف الليل.. فكيف يمكن تطبيق قرار مثل هذا،مشيرا الي انه من الممكن تطبيق مثل هذا القرار بالمناطق العشوائية او التي لا تحظي برواج لحركة البيع والشراء بها اما الاماكن الحيوية فمن المستحيل تطبيقه. وتابع انه لن يستجيب لهذا القرار في حال تنفيذه خاصة أنه لا توجد أي قوة من الممكن ان تجبره علي تنفيذه اذا تم اتفاق بينه وبين جميع المحال بالمنطقة للوقوف ضده حتي لو اضطر الامر للاعتصام او عمل وقفات احتجاجية لمناهضة القرار الخاطئ الذي من شأنه قطع ارزاق عدد كبير من العاملين. وأشار كاستلو إلى أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية عليه ان يدفع بمستشاريه وأعضاء المجلس الرئاسي للنزول الي الشارع المصر لمعرفة حياة المصريين عن قرب، فالحل ليس في إصدار القرارت دون أي أساس لها فلابد من التعايش وسط المواطنين لمعرفة مطالبهم الحقيقية. وذكر العاملون بأحد الكافيهات بمنطقة المشاية السفلية أن القري والأماكن التي يطلق عليا عشوائيات أصبحت تعيش أوقاتها كأوقات اهل المدينة فهم يتجهون للمدينة للتنزه بها وقضاء حاجاتهم وكل ذلك يتم بعد عودتهم من عملهم.. معتبرا هذا القرار ظالما ونوعا جديدا من "أخونة" أماكن البيع والشراء، وهو الأمر الذي لم تشهده مصر من قبل، إلا انه ملتزم بتطبيق القرار في حال تنفيذه اذا التزم به الجميع وقام بتنفيذه. وأضاف محمد صفى الدين " منجد " انه لم يعمل من عام و9 شهور لانه لا يوجد اى شغل ولا عمل وان القرار فاشل ويغطى على فشل الوزارة والرئيس فى الوفاء بوعود ال100 يوم الاولى من حكمه خاصة مع التخبط الكبير فى قرارات الرئاسة مؤخرًا. وقال إنه كان من الممكن ان يصدر رئيس الوزراء قرارًا بمنع المحال المبهرجة بالإضاءة او التى تقوم بوضع كشافات كبيرة بتخفيضها او إدراجها ضمن شريحة اعلى استهلاك بالفواتير.. كما ان لمبات الإضاءة فى الشوارع وعلى الطرق كلها من الاستهلاك العالى والحكومة قبل ان تفكر كيف تلزم المواطن بقراراتها للترشيد يجب ان تراجع هى ملفات الترشيد لديها جيدا. وأوضح طارق احد العاملين باحد المطاعم بشارع البحر أن المطعم به "شفتين" الاول يبدأ من العاشرة صباحا وحتي السادسة مساءً والثاني يبدأ من السادسة مساء وحتي الواحدة بعد منتصف الليل، واكثر الايام التي تشهد وجودا وقبولا كثيفا من قبل المواطنيين هي ايام "السبت والاحد والاثنين" فكيف يمكن تطبيق مثل هذا القرار، مؤكدا أنه لو اضطر لتفيذه فسوف يضطر أيضا لتسريح عدد كبير من العمالة لديه لأنه لن يستطيع أن يوفر لهم الرواتب الكافية فليس من المعقول أن نوفر الطاقة الكهربية نظير إهدار طاقة الإنسان. واشار مكى محمد "عقيد بالقوات الجوية" ان القرار لا يعنى فقط غلق المحال والمطاعم لكنه سيؤثر فى بائعى الفاكهة والخضراوات والحركة بالاسواق المستمرة 24 ساعة، حيث تأوى مصادر لرزق الكثيرين وستنعكس على أصحاب التاكسى والسرفيس أيضا . وأكد احمد رجب " صاحب مصنع ألبان " أن القرار فاشل ويدل على فشل القائمين والمسئولين، فالمطاعم ومحال الطعام معظمها يعمل لمدة 24 ساعة ولدى يعمل 12 عامل على ورديتين ومعنى تنفيذ القرار إلغاء وردية الليل وتقليل العمال الى 4 عمال فقط، مما يعنى خراب بيوت لأسر وتشرد ذويها ولا نستعجب بعد ذلك إذا ارتفع مؤشر الجريمة والبلطجة. بينما أيد محمد السيد "طالب بكلية العلوم بالمنصورة" هذا القرار قائلاً: إن هذا طبيعي فدولة قطر تغلق جميع المحال في نفس الوقت كما هو الحال في سويسرا والتى تغلق المحال فيها الساعة السابعة مساءً، وبذلك نوفر في الطاقة فلماذا نقلد الغرب في أقبح الأشياء ولا نستفيد بالأشياء المفيدة للبلد؟!