نشر موقع الجزيرة نت وجريدة الشرق الأوسط تقريرين عن وثيقة مثيرة للجدل تفيد إن صحت أن جهات أمريكية مارست نوعا من الاستربتيز السياسي وانشغلت بالبحث عن مخرج للزعيم الليبي المطاح معمر القذافي . تدعي الوثيقة التي عثر عليها في مقر الاستخبارات اللیبیة أن مساعد وزیرة الخارجیة الأمیركیة السابق دیفید ویلش التقى مبعوثين شخصيين للقذافي في فندق الفورسيزونز بالقاهرة يوم 2 أغسطس 2011 للتباحث حول أزمة النظام الليبي مع المعارضة المسلحة التي كانت تستعد للزحف على طرابلس , بينما كان حلف ناتو الذي تتزعمه واشنطن يقصف منشآت النظام الليبي ويوفر حماية ودعما لقوات المعارضة وبحسبالوثائق اللیبیة فإن ويلش عرض مساعدتھ لھم لمواجهة الثوار وعملیات (ناتو). إلا أن مصادر مقربة من ویلش أكدتل«الشرق الأوسط» أن «الھدف كان التفاوض على مخرج للقذافي وإنھاء الأزمة.. وكانت رسالة ویلشأن ذلك یعتمد على تنحي القذافي». وبحسب الوثائق التي تسجل مجریات الاجتماع ، فإن ویلش التقى بالفورسيزونز مسؤولین لیبیین، ھما فؤاد أبو بكرالزلیطني ومحمد إسماعیل أحمد، وأكد لهما أن الوضع «خطیر جدا»،وقام بتقدیم نصائح لنظام القذافي. إلا أن المصادر المقربة من ویلش شككت في صحة الوثیقة وقالت إن المسؤولین اللیبیین ربما يكونان قدما عرضا للقذافي عن اللقاء بطريقة تناسب ما یرید الاستماع إلیھ. وتدعي الوثیقة اللیبیة أن ویلش اعتبر أنھ من الضروري أن یقوم النظام اللیبي باتخاذ خطوات لبناء الثقة مع الإدارة الأمیركیة، وطلب من المسؤولین اللیبیین تزویده بوثائق أو أدلة تدینالثوار اللیبیین.، كما اقترح أن تقدم لیبیا معلومات إلى الولایات المتحدة حول الصواریخ المحمولة التي وقعت في أیدي الثوار، كخطوة لإظھار حسن نیة والتحذیر من استخدامھا منقبل مجموعات متطرفة. وتدعي الوثیقة أن ویلش قال للمسؤولين الليبيين «من المفید توظیف الأحداث الجاریة في سوریا لصالحكم، خاصة فيما یتعلق بسیاسة الكیل بمكیالین». واستطرد ویلش:«على العموم السوریون لم یكونواأبدا أصدقاء، لن تخسروا شیئا في استغلال الوضع في سوریا لصالحكم لإحراج الغرب». واضاف :«یمكن للشیح محمد بن زاید أن یلعب دورا مؤثرا، وأنصح بالاستمرار في الاتصال بھ والتنسیقمعھ»، أما بالنسبة لدولة قطر فأوضح أن «ما قامت بھ ضد لیبیا كان غطاء لتمریر عملیة البحرین وتغطیةما حصل». إلا أن ھناك شكوكا حول ھذه العبارات، وإذا كان ویلش حقا قد أعطى ھذه النصائح، إذ إنھا مكتوبة من طرف المسؤولین اللذین خولا من نظام القذافي بالتوصل إلى مخرج لھ، وكانا یخشیان تداعیات فشلھما. وتضیف الوثیقة اللیبیة أن ویلش أبلغ اللیبیین بأن ھناك «تخبطا في الإدارة الأمیركیة، وقد تورطت أمیركا في موضوع لیبیا.. ولو كان الجمھوریون في الحكم لما حدث ذلك». وتضیف الوثائق حول مجریات اللقاء أن ویلش اعتبر أن «على الأخ سیف الإسلام (القذافي) أن یمتنع عن التصریحات الإعلامیة، لأن مثل ھذهالتصریحات سلبیة ولا تخدم الموقف اللیبي»، وأشار بالتحدید إلى «تصریح الأخ سیف الإسلام الأخیرالذي قال في ما معناه إننا لن نتوقف عن القتال حتى لو توقف الناتو». وبدأ الاجتماع بطلب ویلش توضیحا حول مقتل عبد الفتاح یونس، الذي تدعي الوثائق أنھ كان على أیدي«الجماعات الإسلامیة المتطرفة». ومن جھة أخرى، لفت ویلش إلى أھمیة المعلومات الاستخباراتیة حول المجموعات المتطرفة. وجاء في الوثیقة اللیبیة أن «أي معلومات أمنیة مرتبطة ب(القاعدة) أو أي تنظیمات أصولیة إرھابیة یمكن إیصالھا للجانب الأمیركي عن طریق أجھزة دول مثل مصر والمغرب والأردن وإسرائیل، أمیركا ستسمع منھم وسیكون المردود أكثر إیجابیة». وردا على سؤال ل«الشرق الأوسط» حول ھذا اللقاء، قال مسؤول من وزارة الخارجیة الأمیركیة «ھذه محادثة مع شخصیة أمیركیة خاصة تتقدم برأي شخصي مع مسؤول لیبي»، إذ ترفض الإدارة الأمیركیة ربط موقع ویلش الرسمي السابق مع ھذه الحادثة. ورفض المسؤول الخوض في المزید من التفاصیلحول إذا كان ویلش یرید أن یلعب دور الوسیط بین طرابلسوواشنطن، مكتفیا بالقول «الولایات المتحدة ترسل رسائلھا بشكل رسمي». إلا أن الوثیقة تشیر إلى وعد ویلش بنقل مجریات الحدیث ھذا إلى الإدارة الأمیركیة والشخصیات النافذة فیھا. كما أنھ لفت إلى استعداد عضو مجلس النواب الأمیركي دینیسكوسنیتش للعمل على مساعدة لیبیا والعمل داخل الكونغرس لوقف العملیات الأمیركیة في لیبیا في حال ثبت وجود عناصر في «القاعدة» بین صفوف المعارضة اللیبیة أو إثبات قتل «الناتو» للمدنیین وغیرھما من فرضیات. واتصلت «الشرق الأوسط» بمصادر مطلعة وعلى علاقة وثیقة مع ویلش، أكدت أنھ لم یسع إلى إبقاء نظام القذافي أو العمل كوسیط، بل التقى بشكل شخصي بناء على طلب اللیبیین لبحث إمكانیة التفاوضعلى مخرج للقذافي من السلطة وإنھاء العملیات العسكریة..