قام أنصار التيار السلفي في تونس بتهريب القيادى "أبو عياض" من مسجد الفتح، وسط العاصمة تونس، وذلك بعد انسحاب قوات الأمن التي كانت تحاصر المكان لاعتقاله.. وطوّقت ظهر اليوم محيط المسجد المركزي في العاصمة تونس المئات من عناصر الأمن بهدف القبض على سيف الدين بن حسين "أبو عياض" قيادي سلفي، وذلك أثناء إلقائه خطبة بالمسجد حول تداعيات الاعتداء على مقر السفارة الأمريكية الجمعة الماضي. وكانت قوات الأمن التونسي قد داهمت بيت "أبو عياض"، مساء يوم اقتحام مقر السفارة الأمريكية في تونس، إلاّ أنها لم تعثر عليه، ولم تعلن أجهزة الأمن سبب المداهمة، لكنب البعض ربطها بدعوة "أبو عياض" أنصاره للخروج للاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول الكريم التي خلفت 4 قتلى أمام السفارة الأمريكية. واحتشد المئات من أنصار "أبو عياض" من الأحياء المجاورة متحصنين وسط سور المسجد ورفضوا تسليم القيادي السلفي رغم الطلبات المتكررة لقوات الشرطة. وانسحبت قوات الأمن مباشرة من محيط المسجد بعد أن تطورت الأمور وبدأت بوادر المناوشات مع "السلفيين" في التطور واحتشد المواطنون المارة لمراقبة الأوضاع. وقام "السلفيون" قبل أذان صلاة العصر بنصف ساعة بتهريب "أبو عياض" من الباب الغربي للمسجد وسط ضوضاء مفتعلة وحركية كبيرة قام بها أنصاره. وكان "أبو عياض" قد قطع خطبته بالمسجد عندما علم بأن قوات الأمن تحاصر المكان، وحاول الفرار إلا أنه فشل نظرًا للتواجد الأمني المكثف حول كل أبواب المسجد، فاختفى في مقصورة المسجد حتى جرى تهريبه بعد انسحاب قوات الأمن. ودعا "أبو عياض"، في خطبته، وزير الداخلية علي لعريض إلى الاستقالة وحمّله مسؤولية العنف، واقتحام مقر السفارة الأمريكية الجمعة الماضي، ورفض أن "يقع استعمال ورقة السلفيين في الحسابات السياسية قبيل الانتخابات"، بحسب قوله. كما اتّهم الحكومة ب"الفشل" في توفير الأمن للمواطنين، وقال إن "حركة النهضة تسعى للتشبث بكرسي السلطة" بينما "الأحزاب العلمانية" تسعى إلى تشويه صورة السلفيين، بحسب قوله. واعتبر أن "المتظاهرين أمام مقر السفارة، الجمعة الماضي، ليسوا فقط من أنصار التيار السلفي بل هم من مختلف شرائح المجتمع التونسي". وقال إن" تونس ليست أرضًا للقتال ولن ننجر إلى ذلك.. فقط "خلّوا بيننا وبين الناس في نشر دعوتنا".. وتشير بعض المعلومات الأولية إلى أن المئات من السلفيين متجهون لمحاصرة المقر الرئيسي لحركة النهضة المحاط حاليًا بتعزيزات أمنية.