تمكن سيف الله بن حسين زعيم فرع جماعة أنصار الشريعة في تونس من الفرار من مسجد كانت تحاصره قوات الأمن سعيا لاعتقاله بسبب اشتباكات وقعت عند السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي. واقتحم المئات من أتباع الشيخ السلفي المكنى بأبي عياض مسجد الفتح في العاصمة، وكان بعضهم يحمل العصي، مما أثار الفزع بين المارة. وقال شهود إنه قبل ذلك بدقائق تراجع نحو ألف من قوة شرطة مكافحة الشغب وقوات مكافحة الإرهاب لنحو 200 متر من المسجد لأسباب غير معروفة، ولم يتسن الحصول على تعليق من المسؤولين بوزارة الداخلية. وحاصرت تشكيلات أمنية، من قوات مكافحة الإرهاب، لأكثر من ثلاث ساعات جامع الفتح وسط العاصمة تونس، وهذا ما عاينه مراسل "العربية.نت"، حيث ألقى "القائد" السلفي سيف الله بن حسين، محاضرة وسط أكثر من ثلاثمائة من أنصاره. وتحمل الحكومة التونسية أبو عياض مسؤولية قيادة وتدبير حادثة التحرك ضد السفارة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، والتي نجمت عنها مصادمات أدت إلى مقتل أربع وجرح المئات، ووجود حالات خطرة بالمستشفى إلى الآن. وتناقلت مواقع على الإنترنت قريبة من السلفية مقاطع من كلمة أبي عياض اليوم، من أبرز ما جاء فيها دعوته وزير الداخلية للاستقالة على خلفية أحداث الجمعة. وقال: "تهديدات وزير الداخلية لا تخيفني.. والحكومة الحالية- التي يقودها حزب النهضة الإسلامي- دكتاتورية، وتعمل على جعل السلفيين عدوها الأول". وكانت قوات الأمن قد داهمت ليلة الجمعة الماضية، بيت أبي عياض بأحد ضواحي العاصمة تونس، ولم تتمكن من القبض عليه. وكانت أفادت تسريبات- غير رسمية- بعد انسحاب قوات الأمن من محيط الجامع- أنه تم القبض على أبي عياض، وهو ما لم يتأكد بصفة رسمية.