فى الوقت الذى تشهد فيه منطقة سيناء استنفارا أمنيا من جانب القوات المسلحة المصرية، تحسباً لقيام عناصر إرهابية معادية باستهداف مواقع الجيش على الحدود، تنشر حكومة غزة عناصر تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس ما يسمى ب"المرابطين" على طول الشريط الحدودى مع إسرائيل لصد غارتها وهجماتها على القطاع فى محاولة منها لاختراق غزة. صحيفة "اليوم السابع" المصرية قضت ليلة مع العناصر الجهادية المرابطة على الحدود الشمالية والغربية لقطاع غزة فى قرى جباليا وبيت حانون وبيت لاهية بين جبلى الكاشف والريس، لكشف مهمة المرابطين على الشريط الحدودى لقطاع غزة مع إسرائيل. يروى عدد من المرابطين التى تحتفظ الجريدة بأسمائهم، تفاصيل ليلة الرباط على الحدود، والتى تبدأ من مساء اليوم الأول، وتنتهى فجر اليوم الثانى، على أن يتولى آخرون مسئولية تأمين الحدود تحسباً لشن هجمات برية أو بحرية على القطاع. تبدأ الليلة باستلام العناصر الجهادية للملابس العسكرية، وتحديد مهامهم بحسب الأسلحة التى يتبعون إليها، سواء كان بالمدفعية أو القناصة أو غيرها، على أن يتجهوا إلى مواقعهم المحددة وفقاً لخرائط الG P S التى يتم من خلالها تحديد مواقع العدو على طول الشريط الحدودى مع إسرائيل، تمهيداً للتعامل مع العدو، إذا ما حاول اختراق المخيمات أو القرى الفلسطينية. اللافت فى الأمر أن قيادات رفيعة المستوى بحركة حماس تشارك يومياً فى الرباط على الحدود، وعلى رأسهم الدكتور إسماعيل هنية رئيس الوزراء بحكومة غزة. اختراق معاقل تدريبات كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، كان صعباً للغاية، خاصة أنه محظور على غير الأعضاء الدخول إلى المعسكرات التى تبعد عن مواقع الجيش الإسرائيلى بنحو 2000 متر مربع فقط، حيت تتلقى مجموعات فدائية تزيد عن ال35 مجنداً تدريباتهم على يد متخصصين فى فنون القتال العسكرى، مستخدمين فى ذلك أسلحة ربما تكون تقليدية مقارنة بما تستخدمه إسرائيل. قيادات حركة حماس المسئولة عن تدريب العناصر الفدائية، والتى تحتفظ الجريدة بأسمائهم، أكدوا أن تعداد جيش كتائب عز الدين القسام يتعدى ال12 ألف مقاتل، يتمتعون بكفاءة قتالية عالية، وأشاروا إلى أن تكوين الجيش يأخد نفس هيكل الجيوش النظامية فى العالم، بداية من اللواء والكتائب والسرايا والفصائل، وانتهاء بالمجموعات والزمر. الالتحاق بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس "إخوان غزة"، ليس عشوائياً، وإنما يخضع العضو لاختبارات قاسية للانضمام بشكل رسمى للمجندين، حيث تكمن المعايير فى الالتزام دينياً وحسن السير والسلوك، بالإضافة إلى نشاطه فى الحركة، كما أن مدة التدريب لا تتجاوز ال 20 يوماً، على أن يتم نشر 30 مجنداً فى الكيلو متر المربع. وكشف قيادات الحركة والمسئولون عن تدريب القوات الخاصة، أنه رغم انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إلا أنها تسعى على فترات متباعدة إلى اختراق القطاع، إلا أن قواتنا تقوم بمواجهتها، وردعهم على طول الشريط الحدودى، وأشاروا إلى أن الكتائب تستخدم كاميرات متقدمة تصل أسعار الكامير الواحدة إلى 15 ألف دولار لرصد تحركات العدو على طول الشريط الحدودى مع إسرائيل. وأضاف قيادى فى حماس ل"اليوم السابع"، أن الحركة تستخدم صواريخ الهاون والقسام والجراد، والتى يصل مداها إلى 10 كيلو متر مربع، حيث يتم نصب مدافعها وفقاً لإحداثيات وزوايا معينة عبر خرائط الجى بى أس. ومن أغرب العمليات الفدائية هو لجوء مسنة تبلغ من العمر 73 عاماً إلى تقديم طلب لمسئولى الحركة للقيام بعملية فدائية فى عمق القوات الإسرائيلية، وتدعى فاطمة النجار، وهو ما وافقت عليه الحركة بعد خضوعها لكافة التدريبات اللازمة من خلال مراسلتها عبر حفيدها التى أوصت أن يستشهد من بعدها.