وصف رئيس "جبهة النضال الوطني" اللبناني وليد جنبلاط الفيلم المسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) وردود الأفعال التي تلته، ب"الحدث المريب والمشبوه في توقيته وأهدافه". وقال وليد جنبلاط - في بيان له اليوم الجمعة - "إن إطلاق فيلم "براءة المسلمين" جاء للتشويش على الثورات العربية، وفي مقدمتها الثورة المصرية التي أفضت إلى انتخابات رئاسية وتشريعية أحدثت تغييرا ملحوظا في المسار العام، وكذلك الثورة الليبية التي أسقطت نظام الديكتاتورية وخطت أولى خطواتها نحو الديمقراطية من خلال انتخابات نيابية شفافة ومفصلية". واستنكر جنبلاط بشدة التعرض للأديان أو رموزها بما يتنافى مع حرية الرأي والمعتقد، وأدان الانتقام الهمجي الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يثير أكثر من تساؤل حول التلاقي الموضوعي الذي غالبا ما يحدث بين التيارات المتطرفة بغض النظر عن خلفياتها المتناقضة والمتضاربة أحيانا مما يجعلها تصب تلقائيا في الأهداف ذاتها. وأضاف جنبلاط "أن الأعلام السوداء قادرة على الانتقال من كنيسة تيري جونز في الولاياتالمتحدة إلى مدن عربية أخرى وصولا إلى صقور إسرائيل .. وكلها تعكس التخلف الفكري والحضاري ورفض الآخر أو الاعتراف بحقوقه". وأكد جنبلاط، أن إسرائيل تمارس كل أشكال الضغوط الممكنة لجر الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الحرب ضد إيران مما سيدفع المنطقة نحو الفوضى العارمة، كما أن هذا التوقيت لا يفصل عن زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان في رسالة تأكيد على العيش المشترك والتنوع، بما يدحض ليس فقط نظرية الأقليات، إنما يجدد دور لبنان في أن يكون ديمقراطية تعددية بعكس النموذج الإسرائيلي الآحادي. وطالب جنبلاط هيئة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك السريع وإصدار قرارات عن مجلس الأمن تماثل القرارات والقوانين التي تجرم معاداة السامية، لما في ذلك من تأكيد على إحترام مختلف المعتقدات وعدم التعرض لرموزها أو مرتكزاتها الفكرية بما يضمن التنوع والتعددية ويبعد شبح التصادم والصراع الذي قد يخرج عن السيطرة ويأخذ إتجاهات مدمرة.