منذ نعومة أضافره وهو يميل إلى الأعمال التى تقربه إلى الله ، يعطف على الفقراء والمساكين ، يحاول أن يخفف جراحهم ، يرى أن معاناتهم هى معاناته ، وكان للمشاهد المأسوية للسيدات المسنات والأطفال الذين يتعامل معهم جيش الاحتلال الصهيونى بدون آدمية والتى كان يراها على شاشات التلفزيون أكبر الأثر فى تفكيره العديد من المرات فى الجهاد فى أكثر من دولة كان من بينها فلسطين وسوريا والشيشان ، حتى أنعم الله عليه بالشهادة بعد أن استطاع أن يدخل سوريا بطريقة غير مشروعة وينضم إلى صفوف الجيش الحر لمواجهة بشار الأسد وجنوده ، بل استطاع هو وزملاءه من تحرير بعض الأماكن الهامة فى سوريا وكان يتمنى أن تحرر سوريا من جبروت نظام الأسد ولكن استجاب الله لدعائه ورزقه الشهادة فى سبيله هذا هو الشهيد البطل ابن محافظة الفيوم أبو بكر إبراهيم موسى 35 سنة والذى استشهد فى حمص فى سوريا أثناء مقاومته لزبانية نظام الأسد مع الجيش الحر قالتأسرة الشهيد في حواربصعوبة بالغة بسبب المعاناة والحزن على فراق ابنهم حيث استقبل أهالى حى باغوص بمدينة الفيوم خبر استشهاد ” أبو بكر ” كالصاعقة بسبب خلقه الرفيع وحبه الشديد للمواطنين وقيامه بالأعمال الخيرية على مدار معرفتهم به حسب تأكيد العديد من الأهالى بالمنطقة ، ولم يكن الشهيد أبو بكر فى حاجة إلى شهرة أو مال فهو من أسرة ثرية للغاية ويعمل محاضرا ومديرا لمركز تدريب بريطانى بصحبة أشقاؤه الثلاثة ، ورحلته الصعبة التى قام بها على مدار سنوات للوصول إلى هدفه كلفته الكثير فقام بالزواج من روسية وأنجب منها طفلة لمحاولة دخول الشيشان ولكنه فشل وعاد ليتم القبض عليه من أمن الدولة وبعدها يخرج أثناء ثورة 25 يناير التى حضرها من بدايتها وحتى إسقاط النظام . فى البداية أكد شقيقه محمد 43 سنة أن الشهيد أبو بكر كان يتمتع بأخلاق عالية وكان يوصف بأنه صادق مع نفسه ومع الغير ، وكان أكثر ما يتمناه من الدنيا أن يستشهد فى سبيل الله وحاول مرارا وتكرارا الذهاب إلى أى دولة يستطيع أن يجاهد فى سبيل الله من خلالها ولكن فشلت كل محاولاته حتى استطاع أن يدخل سوريا بصحبة مجموعة من أصدقائه المصريين بطريقة غير شرعية من على الحدود اللبنانية لاشتراكه فى القوافل والإغاثات والمساعدات وبالفعل دخل سوريا وانضم إلى كتائب الجيش الحر هناك منذ شهر مارس الماضى وكان دائم الاتصال بنا على فترات حتى انقطعت اتصالاته منذ نحو شهر وكنا نعرف بعض أخباره من خلال رسائل قصيرة يرسلها على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك ، حتى علمنا خبر استشهاده من أحد أصدقائه فى الجيش الحر من خلال الفيس بوك أيضا بعدما كتب أنه استشهد . فيما حمل شقيقه معتز 42 سنة جيش الطاغية بشار الأسد مسئولية استشهاد شقيقه وقال أن بينه وبين بشار ثآر لن يتركه ، مطالبا السلطات المصرية بضرورة إرجاع جثمان الشهيد إلى الأراضى المصرية لدفنه بين أهله وذويه . وقالت زوجته الدكتورة وسام رجب والتى رفضت التصوير وهى طبيبة أمراض نساء وتوليد وتحدث للوكالة بصعوبة بالغة أن زوجها كان يتصف بجميع الصفات الحميدة وكانت أمنية حياته الاستشهاد فى سبيل الله ، مؤكدة أنها انجبت منه طفلتين الأولى عائشة وعمرها عامين ونصف والثانية هاجر وعمرها شهر ولم يراها الشهيد ، مشيرة إلى أنه كان متعلق للغاية بابنته عائشة وكانت نقطة ضعفه عندما يتحدث إلينا من سوريا ويسمع صوتها وكان دائما يطلب منى ألا أعطيها التليفون حتى لا تتأثر معنوياته ، لافتة إلى أنها تحتسبه عند الله من الشهداء ولا تزكى على الله أحدا ، وطالبت الحكومات والشعوب العربية بدعم الجيش السورى الحر ضد نظام الطاغية بشار حتى يتم تحرير سوريا من قبضته. من جانبه أكد العقيد ناصر محمود عباس عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة بالفيوم وابن عم الشهيد أنه يحاول الاتصال بالمسئولين فى مصر لإعادة جثمان الشهيد ابن عمه إلى الأراضى المصرية لدفنه فى مقابر العائلة ، مشيرا إلى أن ابن عمه الشهيد كان حاصلا على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية عام 2001 وكان يعمل محاضرا ومديرا لمركز التدريب البريطانى الذى يمتلكه هو وأشقاءه بالفيوم لتدريب الشباب على التحدث باللغة الإنجليزية وبرامج التنمية البشرية .