ذكرت صحيفة(نيويورك تايمز) اليوم الأربعاء أن تطورات الأزمة الدائرة في سوريا جعلت من حزب الله اللبناني أسدا جريحا يحاول المحافظة على خيط رفيع بين حماية مصالحه وممتلكاته وبين دعم نظام يتهاوى في سوريا المجاورة.. متسائلة هل تستطيع الجماعة الشيعية المسلحة النجاة من طوفان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟. وأوضحت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - أنه بات ينظر الآن إلى حزب الله في الشارع العربي بوصفه حليفا لديكتاتور يقتل شعبه، مشيرة إلى أن خسارة شعبية إقليمية من ناحية وتماسك ونفوذ في الداخل اللبناني من ناحية أخرى خسارتين قد لا تتحملهما الجماعة اللبنانية حسب تعبيرها. وقالت: "فلم يعد الفصيل اللبناني يمارس ويباشر ذات المستويات من الهيمنة والنفوذ على مؤسسات ومقدرات الدولة كما عهد في السابق، مما أسهم بدوره في فقدان سوريا نفوذها داخل لبنان". ولفتت إلى أنه على الرغم من محاولات نظام الأسد المتكررة والرامية إلى تصدير أزمته الداخلية إلى لبنان، غير أنه فشل في إحداث انفجار حقيقي يمهد الطريق أمام حرب أهلية لبنانية ثانية حتى وإن فلح في تسريب بعض أعمال العنف المحدودة بعض الشىء. وتابعت: "يبدو أن الجيش اللبناني قد تلقى أخيرا الغطاء السياسي الرئيسي من قبل الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي لمواجهة حزب الله وحلفائه ووضع نهاية للعنف داخل الآراضي اللبنانية". وأشارت إلى أن الجيش اللبناني قد اعتقل يوم الأحد الماضي 18 عنصرا مسلحا ينتمون إلى أسرة تربطها صلات مع جماعة حزب الله، إضافة إلى مصادرة شاحنتين ومستودع يكتظ بالأسلحة والذخائر. واعتبرت الصحيفة أن واقعة اعتقال هؤلاء المسلحين تحمل في طياتها دلالات سياسية مهمة يتمثل أهمها في أن الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء لم تعد لديهما الرغبة في تعريض استقرار بلدهما للخطر من خلال منح حزب الله الغطاء الكامل على غرار ما فعلا في شهر يونيو من العام الماضي منذ أن اعتلت حكومة لبنانية تحت لواء حزب الله سدة الحكم في البلاد. وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية: إن لبنان على مشارف انتخابات برلمانية العام المقبل، وربما قد يحبذ حزب الله عدم الإقدام على أية مجازفات بل وقد على العكس سيقوم بكل ما في وسعه للحفاظ على نفوذه وهيمنته داخل لبنان. ورأت الصحيفة أن تآكل نفوذ حزب الله تجلت ملامحه الأولى منذ اعتقال وزير الإعلام اللبناني السابق ميشل سماحة في 9 من الشهر الجاري بتهم تتعلق بالتدبير لسلسلة من التفجيرات تستهدف شمال لبنان، إضافة إلى فشل الحكومة اللبنانية الراهنة بزعامة حزب الله في معالجة بعض القضايا الداخلية المهمة مثل قطاع الخدمات العامة والأمن. وأشارت (نيويورك تايمز) في هذا الإطار إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت خروج بعض من سكان الضواحي الجنوبية في لبنان من بينهم شيعة في تظاهرات احتجاجا على تزايد ظاهرة انقطاع الكهرباء. وقالت الصحيفة: إنه على الرغم من المعطيات الآنف ذكرها، إلا أن حزب الله قد لا يقدم على تغير مواقفه الراهنة حيال سوريا على غرار ما فعلت حركة حماس الفلسطينية - على سبيل المثال - نظرا لأن ذلك قد يكبده خسارة منافذ وخطوط الدعم الإيرانى. وخلصت (نيويورك تايمز) فى ختام تعليقها إلى أن هدف الجماعة اللبنانية المسلحة ينصب حاليا، على حد قول الصحيفة، على تفادى انفجار كامل قبل حلول الانتخابات البرلمانية المقبلة.. موضحة أن فوزا انتخابيا سيمكنها من ضمانة هيمنة سياسية على المشهد الداخلى فى إطار ديمقراطى دون اللجوء إلى انتهاج العنف ورفع الأسلحة.