ذكرت صحيفة /الجارديان /البريطانية اليوم السبت أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيرسم معالم جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وذلك بعد سقوط ديكتاتور عربي آخر، ويسفر عن خسارة إيران ،التي هي حليفه الرئيسي، لبوابتها على العالم العربي . وأوضحت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني - أن الأزمة السورية لا يمكن اعتبارها شأنا داخليا أو أنها تخص السوريين وحدهم، بل يجب إدراك حقيقة أن ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا ،التي عاشت عقود طويلة تحت حكم أسرة الأسد، سيؤثر على دول المنطقة . ولفتت إلى أن (سوريا ما بعد الأسد) قد تشهد سلسلة من أعمال القتل الانتقامية بين الطوائف والديانات المختلفة.. مشيرة إلى أن العديد من السوريين سيسعون وراء الانتقام والثأر ليس فقط بسبب سقوط الآلاف من الضحايا خلال الثورة السورية، بل أيضا للثأر من تاريخ طويل من الوحشية والقمع الذي اعتمده نظام الأسد ضد أبناء شعبه . وواصلت الصحيفة بقولها /تمثلت أبرز فصول هذا القمع في مجزرة مدينة حماة السورية التي وقعت عام 1982، حيث قتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص/ . وحذرت الصحيفة من أنه في حال ما اندلعت في سوريا موجات عنف طائفي -غير مسبوقة- قد تمتد عواقبها عبر حدود سوريا المطلة على كل من العراق ولبنان وتركيا وما يترتب على ذلك من حدوث حالات نزوح جماعية تمهد لأزمة لآجئين سوريين . ورأت الصحيفة البريطانية أن أكثر الجهات التي ستتأثر بسقوط نظام الأسد ستكون إيران، التي لن تخسر بسقوطه حليفا عربيا محوريا فحسب، بل أيضا ستخسر نافذتها على المنطقة بشكل عام ولبنان على وجه الخصوص، حيث تتمركز جماعة حزب الله اللبنانية . وأردفت الصحيفة تقول: إنه في ظل غياب حليف محوري كسوريا بالنسبة للإيرانيين يعني خسارتهم لجسر حيوي استراتيجي للعالم العربي، ومن ثم تبديد مزاعمهم السابقة حول تزعم طهران "لمحور المقاومة" بجانب سوريا وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية في مجابهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة . وأضافت /أن سقوط الأسد سيسفر عما هو أبعد من تقليص نفوذ وحجم الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيرمز إلى نهاية ثقافة سياسية كاملة، كون الأسد يعد هو آخر ممثل لنمط حكم المنطقة طويلا على مدار نصف قرن، وهو الديكتاتور القوي الذي يدعمه جهاز مخابراتي أمني غير رحيم /. وخلصت الصحيفة ختاما إلى أن مصير سوريا في جميع الأحوال سيحدد مصير العالم العربي برمته، موضحة أنه في حال تمكن الأسد من التمسك بالسلطة، فسيعني ذلك " نجاحا منقوصا " لانتفاضات الربيع العربي على مدار العامين الماضي والجاري، لكن في حال تمكن الثوار من تحقيق فوز كاسح، فسيكون الشعب السوري قد أتم ثورته دون تدخل أجنبي ، وأكثر اكتمالا وإدراكا لأهدافها عن ثورتي مصر وتونس .