نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على لسان قائد عسكري مصري رفيع المستوى - رفضت الكشف عن هويته - أن صمت المؤسسة العسكرية حيال قرارات الرئيس محمد مرسي بإحالة عدد من قياداتها للتقاعد يكشف عن رغبة تلك القيادات في التنازل عن جزء من "السلطات الواسعة" التي حصلت عليها عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكدا في الوقت نفسه أن تغييرات الرئيس الأخيرة لاقت قبولا واسعا بين مختلف الرتب العسكرية، واختتم المصدر كلامه بالتأكيد على أن تلك التغييرات كانت ضرورية لتجديد الدماء والروح داخل المؤسسة العسكرية من جديد. ويرى ميشيل دون مدير مركز رفيق الحريري الأطلسي لشئون الشرق الأوسط أن قبول الرئيس المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان بقرارات مرسي كانت مقابل صفقة بالخروج الآمن للمجلس العسكري وحصانته من المحاكمات عن أي أخطاء يمكن أن يكونوا قد ارتكبوها إبان المرحلة الانتقالية. واستشهد بمنح طنطاوي وعنان قلادتي النيل وأن هذا التكريم دليل على أنهما لن يتعرضا لأي نوع من المحاكمات، وأن حادث رفح الإرهابي والذي تسبب في مصرع 16 جنديا ربما يكون قد تسبب في الإسراع بخطوة الإطاحة بعنان وطنطاوي. جدير بالذكر أن الخامس من شهر أغسطس الجاري قد شهد تعرض نقطة حدودية تابعة لقوات حرس الحدود قرب معبر رفح البري لهجوم إرهابي راح ضحيته 16 جنديا، وقد تبع ذلك سلسلة من القرارات التي اتخذها الرئيس الحالي وأهمها إقالة محافظ شمال سيناء وإحالة اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة للتقاعد.