أدى صعود الرئيس محمد مرسي إلى السلطة عبر الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى صعود نجم شخصيات سياسية، وإحياء دور شخصيات أخرى مثيرة للجدل، لم تكن مواقفها تحدد فى السابق حقيقة إن كانت مع الثورة أم ضدها، أو مع الإخوان أم ضدهم.. الخيار الثالث مع الثورة ولكن ضد الإخوان. «المشهد» تستعرض مواقف اثنين من أبرز نجوم المرحلة. أبوحامد ظهر محمد أبوحامد أبوشديد كرئيس للهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بمجلس الشعب المنحل ونائباً له عن دائرة قصر النيل والتي تعد واحدة من أهم الدوائر الانتخابية، نظرًا لصعوبة المنافسة فيها، وعلى الرغم من أن خلفية ابوحامد السياسية لم تكن معلومة للعديد من أهالي الدائرة فإنه استطاع تحقيق فوز لم يكن متوقعًا، خاصة أن من بين منافسيه من كان لهم باعٌ طويل في العمل السياسي والإعلامي أمثال الإعلامية الشهيرة جميلة اسماعيل، فضلًا عن مرشح الإخوان المسلمين عن الدائرة والذى استطاع ابوحامد تخطيه في جولة الإعادة بفارق معقول من الأصوات. اتخذ ابوحامد من الوهلة الأولى لظهوره في مجلس الشعب اتجاهًا مغايرًا للأغلبية الإخوانية السلفية بالمجلس، فظل يهاجم سعى الإخوان للسيطرة على كل شىء -على حد قوله- وتلقى أيضا هجمات مكثفة منهم، كانت أبرزها تلك التي سميت «أزمة الخرطوش»، وهي التي نشبت في أعقاب مناقشة مجلس الشعب أحداث العنف التي شهدتها منطقة مجلس الوزراء، حيث كان ابوحامد عضوًا في لجنة تقصى الحقائق التي شكّلها المجلس، وبمجرد مباشرة اللجنة أعمالها في موقع الأحداث انفصل عنها ابوحامد ورفض استكمال العمل، فجاء تقرير اللجنة يشير الى أن قوات الأمن لم تستخدم الرصاص الحي أو الخرطوش في تلك التظاهرات، الأمر الذي أبدى ابوحامد اعتراضه عليه، مشهرًا طلقة خرطوش قال إنه أحضرها من محيط مجلس الوزراء وإن قوات الأمن استخدمتها في ضرب المتظاهرين بغرض تفريقهم، الأمر الذي تم التشكيك فيه بداعي أن الطلقة التي أشهرها أبوحامد مازالت طلقة حية ولم يتم ضربها. وكان ذلك الاعتراض الذي أبداه ابوحامد بمثابة ضربة البداية في الحرب التي لا تزال قائمة حتى الآن بينه وبين القوى الاسلامية، والتي شهدت ما شهدته من تبادل للاتهامات بالعمالة والتخوين والعمل من أجل تحقيق مصالح شخصية. وزادت حدة تلك الحرب مع صدور حكم المحكمة الدستورية العليا والذي قضى بحل مجلس الشعب، حيث رحب ابوحامد بالحكم واعتبره انتصارًا على الإخوان المسلمين وأكثريتهم البرلمانية، وأعرب عن سعادته البالغة بالحكم، الأمر الذي أثار حفيظة الجماعة وأنصارها الذين كانوا يدافعون وقتها بكل قوتهم عن مجلس الشعب المنتخب ويطالبون بعودته، ومن ثم تطورت الحرب بينها وبين ابوحامد واشتدت رياحها. وكان الفيصل في تلك الحرب المشتعلة ما أبداه أبوحامد من تأييد المرشح الرئاسي السابق الفريق احمد شفيق في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في ظل منافسته مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية الحالي، ومن ثم اعتبرت الجماعة أبوحامد دخيلا على الثورة، حيث لم يكتف وقتها بدعم شفيق فقط بل تضامن مع متظاهري المنصة الذين أيّدوا الإعلان الدستوري المكمل وطالبوا باستمرار المجلس العسكري في السلطة وعدم تسليمها لمرسي.. بالإضافة إلى تبنيه الدعوة الأخيرة لتظاهرات حاشدة يومي 24 و 25 أغسطس الجارى لحل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى، ومن ثم إسقاط حكم الرئيس مرسى. يقول أبوحامد عن نفسه إنه لم يكن مشاركًا بصورة أساسية في الحياة السياسية قبل ثورة يناير وإن اهتماماته كانت تنصب على الأعمال المدنية والتي أسس من أجلها عام 2006 جمعية أطلق عليها اسم «جمعية تنمية المصريين» وعمل من خلالها على تقديم مجموعة من الأعمال الخدمية، ويقول إنه ينتمي من حيث التفكير الى مدرسة ابن رشد في الإسلام الفلسفى، والتي ينتمي إليها الإمام الراحل محمد الغزالي، لافتا الى أن سبب اختلافه مع الإخوان هو رغبتهم في السيطرة على كل مقاليد الحكم واختلافه مع السلفيين جاء على خلفية طريقة تفسيرهم للنصوص والآيات القرآنية والحدود المتعلقة بالشريعة الإسلامية. الأسوانى يعد علاء الأسواني نجمًا بازغًا منذ نهايات عهد النظام السابق بعد شهرته في الوسط الثقافي التي حققها برواية «عمارة يعقوبيان»، وحين بدأ يكتب مقاله السياسي اتضحت مواقفه الوطنية المطالبة بإصلاح فساد النظام السابق الذي تطور إلى المطالبة بتغييره، ومع بدايات الثورة انخرط فيها، وكان واحدًا ممن يوجهون سيرها، نظرًا لثقة الشباب المطالبين بالتغيير فيه، فقد كان واحدًا من أبرز مؤسسي حركة "كفاية" المناهضة لنظام مبارك ومشروع التوريث. كما أثار جدلًا واسعًا بمواقفه قبل الثورة ظل محتفظًا بذلك بعدها، وكان من أبرز ما أثار الجدل في الأسابيع الماضية حوله هو إعلانه دعم الدكتور محمد مرسي، رئيسًا للجمهورية في جولة الإعادة، الأمر الذي استقبله العديد ممن يعرفونه بغرابة شديدة، فمواقفه التي سبقت تلك الانتخابات داوم فيها على معارضة الإخوان المسلمين، خاصة أن دعمه مرسي جاء في ظل وجود خيار ثالث اختاره العديد من الثوار وقتها بعيدا عن التصويت للفريق احمد شفيق، حيث تمثل في مقاطعة جولة الإعادة، إلا أن الأسواني وضع وقتها المبررات التي دفعته الى اتخاذ مسلكه ولخّصها في سببين رئيسيين تمثلا من وجهة نظره في أن دعاوى المقاطعة التي انتشرت آنذاك اذا ما تم الانصياع لها، تسهم بلا شك في إنجاح الفريق شفيق خاصة بعد إعلان عدة قوى مدنية وقتها دعمها الصريح له، أما السبب الثاني فكان بمثابة تحذير من إعادة إنتاج نظام مبارك بمجرد وصول شفيق للحكم، ووقتها فإن الشعب لن يكون قادرًا على الثورة مرة ثانية. دخل الأسواني في حروب عدة بسبب موقفه الداعم لمرسي، كانت أبرزها تلك التي نشبت بينه وبين المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال القبطي بسبب نشر الأسواني تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال فيها: «الأقباط أصابهم الذعر من وجود رئيس إسلامى لدرجة جعلتهم يريدون التخلص منه حتى لو كان الثمن إجهاض الثورة».. ومن ثم جاء رد ساويرس، متهمًا مواقف الأسواني بالتحول، إلا أن الاسواني لم يصمت، بل شن هجمة شرسة على ساويرس قائلا: «عند بعض الانتهازيين لا مكان لمناصرة الحق، إما أن تكون معهم وإما أن يتهموك بالتحول.. اختلف تماما مع الإخوان لكن الرئيس مرسى يمثل إرادة الشعب»، وتابع قائلا: «لن يستطيع ساويرس أن يفهم موقفى، لأنه مشغول بمصالحه مع مبارك وشفيق والمجلس العسكرى»، مضيفا: «ساويرس مشغول بالبيزنس وأنا والحمد لله لم أقترض من البنوك ولم أنحنِ أمام الهانم ولم أشتر أراضى مصر بسعرٍ بخس لأبيعها بملايين». إضافة الى ذلك تلقى الأسواني هجمات عديدة على مدى الفترة الماضية بسبب مواقفه كان أبرزها وصف مصطفى بكري له، حيث قال: "إن الأسواني أصبح يمتلك صكوك الوطنية ويوزعها على من يشاء"، على خلفية التصريح الذي أدلى به الأسواني وقال فيه: "لن أشارك في مظاهرات يقودها «بكري وأبوحامد» والفلول".