أبت قوات الشرطة ان تمر مظاهرات "جمعة الأرض" مرور الكرام، دون خسائر بشرية، وقامت بفض تجمعات الآلاف أمام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت ومحيطها، وألقت القبض على العشرات، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق، جراء قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة على تجمعات المتظاهرين، وذلك بعد دقائق من الاتفاق مع المتجمعين على فض المظاهرة بشكل سلمي وفتح ممرات آمنة لخروجهم، دون القبض على أحد، أو ملاحقته أمنيا. وقد انطلقت مظاهرات جمعة الأرض، لرفض اتفاقية إعادة تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي قضت بتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، والتي خرجت فور انتهاء صلاة الجمعة، من عدد من المساجد الكبرى بالقاهرةوالإسكندريةوالدقهلية، إلا أن قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب، تمكنت من فض معظمها مثلما حدث في مسيرتي مسجدي الاستقامة بالجيزة ومصطفى محمود بالمهندسين، والقائد إبراهيم وسيدي جابر بالإسكندرية، وألقت القبض على العشرات، ليتجمع الباقون في القاهرة أمام نقابة الصحفيين بوسط العاصمة، وتستمر مظاهراتهم حتى المساء، بعد الاتفاق مع قوات الشرطة على فض المظاهرات، وتوفير ممرات آمنة لخروج المتظاهرين دون القبض عليهم. وشهدت المظاهرات مشاركة واسعة من عدد كبير من القوى والأحزاب السياسية، مثل الدستور ومصر القوية والتحالف الشعبي، وحركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين، والشخصيات العامة، الذين هتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام.. مصر مش للبيع.. مصر يا أم ولادك أهم، دول عشانك شالوا الهم، ويفدوكي بالروح والدم.. ارحل.. تيران وصنافير مصريتان.. يسقط اتفاق سلمان". قوات االأمن بالقرب من نقابة الصحفيين قوات االأمن بالقرب من نقابة الصحفيين وقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تغطية المظاهرات، ونشر الصور ومقاطع الفيديو وتداولها، وتجاوزت التغريدات المشاركة في هاشتاج "جمعة الأرض" عبر موقع تويتر 250 ألف تغريدة، حتى كتابة هذه السطور، فيما تعمدت معظم قنوات الإعلام الحكومي والخاص والمواقع الإلكترونية، تجاهل مظاهرات "جمعة الأرض"، منذ انطلاقها، لتفرغ مساحات واسعة لجولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في منطقة جبل الجلالة بالعين السخنة، وتفقد مشروعاتها، وإجراء حوار مع عدد من شباب البرنامج الرئاسي للتأهيل للقيادة. وألقت الأجهزة الأمنية، القبض على العشرات، منهم 19 متظاهرا في الجيزة، بعد تفريق مسيرتين عقب أداء صلاة الجمعة، بمنطقة إمبابة، ومسجد مصطفى محمود، و9 متظاهرين في القاهرة، بمنطقة عين شمس، وشخصين في ميدان التحرير، وكذلك العشرات أثناء مشاركتهم في مظاهرة بمحيط نقابة الصحفيين.وبلغ عدد المقبوض عليهم في الإسكندرية، 25 شخصا، وفي الدقهلية، تمكنت قوات الأمن من تفريق مسيرة بميدان الثورة بالمنصورة وألقت القبض على 12 من المشاركين فيها. محمود عبده، أحد المشاركين في مظاهرات جمعة الأرض، أكد ل"المشهد"، أن مظاهرات اليوم تؤكد أن كرة الثلج بدأت في الحركة والنمو، للخلاص من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه بأنه "يتعمد بيع الأرض، مقابل أموال الخليج"، متوقعا أن يلجأ الرئيس، خلال الفترة المقبلة، لأسلوبي الترغيب واستعطاف المصريين، إضافة لمزيد من العنف تجاه معارضيه، خصوصا الداعين والمشاركين في مظاهرات جمعة الأرض. وثمّن عبده موقف نقابة الصحفيين، التي احتضنت المظاهرات، مؤكدًا أنه لولا موقفها، لأصبح المتظاهرون فريسة سهلة لقوات الأمن، التي حشدت قواها بالميادين وبمحيط النقابة. فيما اكتفى الإعلامي الساخر باسم يوسف بالتعليق على فض المظاهرات، بتغريدة جاء فيها: مستمرة غصبا عنك"، ناشرا صورة قال إنها لمجموعة من البلطجية، استعانت بهم الشرطة لفض المظاهرات بمحيط النقابة. وعلّق الناشط اليساري كمال خليل على مظاهرات جمعة الأرض، ناشرا صورة من مظاهرات شارع شامبليون، مصحوبة بتعليق: "عودة الروح للثورة المصرية، راح هنقولها في كل مكان.. يسقط يسقط الطغيان.. يسقط اتفاق سلمان"، وأضاف خليل: "إحصائية أولية: 18 مظاهرة في 7 محافظات، عودة الروح للثورة المصرية،بالطول بالعرض .. إحنا أصحاب الأرض".