في مثل هذا اليوم، الثامن من أبريل عام 1970، ارتكبت القوات الإسرائيلية جريمة لن تُغتفر في حق المصريين، خلال احتلالها سيناء، بعد ثلاث سنوات من حرب يونيو 1967، حيث قصفت مدرسة بحر البقر بالشرقية، ما أدى لاستشهاد 30 طفلا، خلال يومهم الدراسي العادي، في جريمة تضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني، المليء بجرائم الإبادة، فيما طالب نشطاء في الذكرى ال46 بإعادة فتح القضية وطلب محاكمة إسرائيل دوليا عليها، حتى لا تضيع دماء الأطفال المصريين هدرًا. ولمن نسي تلك الجريمة المروعة، فقد قصفت إسرائيل مستخدمة طائرات من طراز فانتوم، الأحدث وقتها، مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وكذلك إصابة مدرس و11 عاملا، وتدمير مبنى المدرسة تماماً. ## وقد نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الإستنزاف، فيما بررت إسرائيل كعادتها العمل الوحشي، بأنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، زاعمة أن "المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية". وأثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولاياتالمتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية ، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة "روجرز" ووقف حرب الاستنزاف. كانت المدرسة تتكون من دور واحد، تضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها 130 طفلا، أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاماً ، ومن حسن الحظ أن هذا اليوم كان عدد الحضور 86 تلميذاً فقط. وفوجئ الطلاب بتحليق 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم على طيران منخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء بقصف المدرسة بشكل مباشر، بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا لتدمير المبنى بالكامل. ## انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا ، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً تفصيلياً بالحادث، وأعلنت أن عدد الوفيات 30 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب ومدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة. وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية"، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر". ثم تم نقل هذه الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973.