تدريب المعلمين وحده ليس كافيا لتطوير العملية التعليمية شوقى: 60 مليون جنيها تكلفة تدريب 10 الاف معلم من صندوق "تحيا مصر" رئيس اتحاد المعلمين المصريين : كثافة الفصول تحد من كفاءة المعلم خبير تربوى : مبادرة "المعلمون أولا" محاولة للهروب من مشكلات التعليم الحقيقية مغيث : سيطرة الإخوان والسلفيين على معظم المدارس بمصر مغيث: لا جدوى من المبادرة وأسلوب التعليم والامتحانات متخلفا والتلقين هو السائد مدرس لغة عربية : إلغاء تكليف خريجى كليات التربية أثر سلبا على التعليم عصام ماهر: المنظومة فاشلة وتقارير المتابعة والصيانة بالمدارس تخالف الحقيقة عصام ماهر: ضرورة تعديل المناهج وتجهيز المدارس بالوسائل الحديثة قبل تدريب المعلم أمين نقابة المعلمين المستقلة : توفير الأمان والاستقرار الوظيفي وضمان الأجر العادل للمعلم أولا لا أحد ينكر ضرورة تدريب المعلمين بالمدارس على طرق التدريس الحديثة والأساليب التكنولوجية المختلفة لتطوير التعليم ومواكبة العصر وسهولة توصيل المعلومة للطالب وتحفيزه على الإبداع والابتكار إلا أن ذلك لن يحدث سوى فى حالة بيئة جيدة مع توفير كافة عوامل العملية التعليمية مثلما اتفق خبراء التربية والمعلمون على ذلك . فمنذ فترة قريبة أعلن الدكتور طارق شوقى، الأمين العام للمجالس القومية المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية، إن مبادرة "المعلمون أولا "هى تحقيق لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى" نحو مجتمع مصرى يفكر ويبتكر بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المعرفة وإحداث تغيير ملموس فى مستويات المعلمين. أضاف طارق شوقى، ففى خلال افتتاح المرحلة الأولى من المبادرة أن الاستثمار فى المعلمين يقدم منظومة فريدة تقوم على أفكار تعتمد على التقييم المستمر للمعلمين داخل الفصل، لافتا إلى أنه تم تطوير السلوكيات الاحترافية الخاصة بالمشروع بما يواكب الأحداث فى مصر ولتحديد قدرات المعلمين، مشيرا إلى أن تدريب 10 آلاف سيكونون سفراء للتغير فى المدارس، حيث إن المشروع يتم تطبيقه الحقيقى داخل الفصل، وليس خارجه، مؤكدا أن التدريب الذى يتلقاه المعلمون سيكون مردوده داخل الفصل ولن يدخل المعلم امتحانات ولكن سيكون هناك تقييم مستمر عبارة عن تقييم ذاتى وتقييم الوزراء وتقييم المدرب، لإعداد جيل جديد من المعلمين لتحقيق كافة أهداف التعليم وتجربة التعليم الأمثل، موضحا أن الفئة الأولى تستهدف 10 آلاف معلم من 500 مدرسة بواقع مليون طالب وطالبة ، تكلفتها تصل ل 60 مليون جنيه تقريبا من صندوق تحيا مصر، دون أن تتكلف وزارة التربية والتعليم أى مبالغ. قال عبد الناصر إسماعيل رئيس اتحاد المعلمين المصريين إنه لا غنى عن تدريب المعلمين لتطوير كفاءتهم المهنية ولكن قبل ذلك لابد أن تكون هناك أولويات من أهمها بناء مدارس جديدة لتقليل كثافة الفصول وصيانة المتهالك منها . أضاف إسماعيل فى تصريح خاص ل"المشهد"، قائلا : "لم يعد لدى ثقة فى بيانات وزارة التربية والتعليم خاصة التى تتعلق ببناء مدارس أو فصول جديدة، فمنذ عهد الوزير الأسبق محمود أبو النصر والتصريحات غير حقيقية حول بناء المدارس التى من المفترض أن تكون هيئة الأبنية التعليمية المسئولة عنها" . أكد رئيس اتحاد المعلمين المصريين أن كثافة الطلاب داخل الفصول تحد من كفاءة المعلم مشيرا إلى أن السياسة العامة للتعليم تعتمد على أسلوب واحد وآلية التقويم حيث يتدرب المعلم على طرق تدريبية و ابتكارية ثم يعود إلى المدرسة ليصطدم بالواقع ولا يتاح له تطبيق ما تدرب عليه. الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى أكد أن تلك المبادرات مثل مبادرة أو برنامج "المعلمون أولا" تعد محاولات للهروب من المشكلات الحقيقية التى تعانى منها العملية التعليمية فى مصر . أضاف مغيث فى تصريح خاص ل"المشهد"، قائلا :"إن معظم المدارس تدار تحت سيطرة الإخوان والسلفيين ويستحيل أن تذهب معلمة أو طالبة مسلمة إلى المدرسة غير محجبة" مشيرا إلى تدهور رواتب المعلمين التى لا تساعدهم على المعيشة بحياة كريمة على حد رأيه. استنكر الخبير التربوى مبادرة "المعلمون أولا" متسائلا :"ما أهمية التدريب إذا كان أسلوب التلقين هو السائد فى العملية التعليمية وكيفية سياسة الامتحانات التى ينتهى منها الطلاب وهم لا يتذكرون شيئا نتيجة لأن نسق التعليم والامتحانات متخلفا" . قال كمال مغيث إن تحسين العملية التعليمية سيتحقق بمواجهة المشاكل السابقة الذكر والعمل على حلها ثم نقوم بعد ذلك بتدريب المعلمين. فى ذات السياق، أكد عصام أحمد ماهر، مدرس لغة عربية بمدرسة سعد زغلول الإعدادية بنين أن هناك عوامل أخرى يجب تطويرها قبل تدريب المعلمين حيث إن الواقع فى المدارس الحكومية يختلف كثيرا عن آليات وأساليب التدريب التى يتلقاها المعلمون. أضاف "عصام" فى تصريح خاص ل"المشهد"، قائلا : "أن هناك خلل فى العملية التعليمية والمناهج الدراسية وطرق تدريسها فالمنظومة فاشلة وكأنها تتعمد سيادة تلك السياسة على التعليم لذا يجب إعادة النظر فى المناهج حتى تصبح هادفة للطالب إلى جانب ضرورة توفير الأدوات التكنولوجية العملية وتجهيز معامل العلوم والحاسب الآلى بالمدارس حقيقيا ، بدلا من تقارير المتابعة التى يتم تلفيقها بأن كل شىء على ما يرام، حتى تتم طريقة التدريس بأسلوب مبتكر ومن ثم إعداد المعلم إعداد المعلم جيدا" أشار "عصام ماهر" إلى أنه منذ إلغاء تكليف خريجى كليات التربية منذ عام 2002 دخلت فئة ليست ذوى كفاءة فأخرجت منتج أصبح أحد سلبيات العملية التعليمية حاليا متوقعا عقب مرور 6 سنوات أن يتقاعد نصف معلمى التربوى على المعاش مما يسبب زيادة فى عجز فى أعداد المعلمين . أما حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلةقال :"بمجرد ما سمعت عن مبادرة "المعلمون أولا" شعرت بالتفاؤل أن هناك بادرة أمل حول اهتمام القيادة السياسية فى التعليم بأوضاع المعلمين ولكن بعد معرفتى بتفاصيلها أدركت أن الطريق طويل جدا . أضاف "حسين إبراهيم" فى تصريح خاص ل"المشهد" أن عدد معلمي مصر يصل إلى مليون ومائتي ألف معلم قائلا:"أن العدد المستهدف للتدريب أقل من 1 % من إجمالى المعلمين بالتالي سينعكس على الطلاب الذي يزيد تعدادهم عن 19 مليون طالب في مختلف مراحل التعليم" . استطرد الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة قائلا : "لا ينكر احد أن التدريب ضرورى لكن لابد من توفير شروط وظروف عمل جيدة ولائقة بالمعلم حتى يؤدى رسالته كاملة كالأمان والاستقرار الوظيفي وضمان الأجر العادل وتوفير التأمين الصحي الشامل له ولأسرته والتزام الدولة بتقاعد أمن للمعلم عند بلوغ سن المعاش". وتابع : "أما عن ظروف العمل الجيد فيجب تقليل كثافة الطلاب بالفصول وبناء مدارس جديدة في كل المناطق المحرومة وكذا تجهيزها بالأساليب والأدوات الحديثة وتوفير تدريب جيد من اجل تنمية المهارات والقدرات الفنية للمعلمين ،فضلا عن إضافة أنشطة رياضية وفنية وتثقيفية للطلاب لتصبح مدرسة جاذبة للطلاب بعد أن أصبحت طاردة لهم خلال الثلاثين عاما الأخيرة وتعديل المناهج لذا تطوير التعليم يستهدف التحرك فى أكثر من مسار وليس المعلمون فقط " .