انتشرت لقطات فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي لنساء إيرانيات يقدن سياراتهن بدون حجاب. وتاتي حملة "خلع الحجاب" كنوع من الاحتجاج على قوانين ارتداء غطاء الرأس بالكامل أثناء قيادة السيارة. ولاقت الحملة التي تقودها صحفية إيرانية وناشطة حقوقية تعيش في نيويورك رواجاً في إيران. ويلزم القانون الايراني النساء بارتداء الحجاب أثناء القيادة وإلا تعرضن للعقاب. الا ان العديد من الشابات المتبرجات يتركن الحجاب حتى منتصف الراس لاظهار شعرهن، ويرتدين الملابس الضيقة والسترات القصيرة. وادينت ايرانيتان في طهران بدفع غرامة قيمتها 260 دولار بسبب ارتداء الحجاب "بشكل سيء"، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاربعاء نقلا عن مسؤول قضائي في وقت سابق. وقامت الشرطة بعدة حملات في السنوات الاخيرة من اجل فرض احترام الزي الالزامي على الرأس في دولة تعتبرها المنظمات الحقوقية تضيق الخناق على الحريات. وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الخميس إن الصحافية الإيرانية، ماسيه ألينجاد، تقوم بتشجيع النساء على نشر صورهن دون حجاب للثورة على التقاليد الصارمة والجائرة. وانشأت ألينجاد صفحة على فيسبوك بعنوان "حريتي المسروقة" منذ ذلك الحين، وحظيت بنحو مليون متابع. وقامت ألينجاد بنشر فيديو لمجموعة من النساء داخل سيارة أثناء قيامهن بخلع الحجب والكشف عن رؤوسهن بينما كنّ يضحكن ويلبسن تنورات قصيرة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن الصحفية الإيرانية من منفاها في نيويورك قولها ان : "السيدة التي أرسلت لنا هذا الفيديو تمثل النساء اللاتي لا يوافقن على تلك القواعد ويخاطرن بحياتهن ويرفضن حظر قيادة السيارات دون حجاب في إيران".
وألينجاد تبلغ من العمر 39 عاماً وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، كان قد تمّ اعتقالها بتهمة انتقاد أعضاء البرلمان بينما كان عمرها 19 عاماً قبل أن تعمل صحافية استقصائية. وفي عام 2009، فرت إلى بريطانيا ثم أميركا حيث تعيش مع زوجها وابنها. وكانت السلطات الايرانية اعلنت ان السيارات التي تقودها او تركبها نساء لا يضعن الحجاب سيتم حجزها لمدة اسبوع، وفق ما نقلت وسائل اعلام رسمية عن متحدث امني. وقال المتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي لوكالة ارنا الرسمية "بعد اخذ قرار النيابة العامة بالاعتبار، لاحظت الشرطة أن سائقة السيارة او احدى الراكبات اذا نزعت حجابها ستحجز السيارة لمدة اسبوع، على ان يبدأ بعد ذلك النظر في طبيعة المخالفة"، لتحديد العقوبة بين دفع غرامة او فتح ملفات جنائية. وتفرض السلطات في ايران وضع الحجاب على كل النساء على اراضيها، الايرانيات والاجنبيات والمسلمات وغير المسلمات على حد سواء.
لكن السنوات الاخيرة سجلت تراجعا في التزام النساء بالحجاب، ولم يعد غريبا رؤية نساء يقدن سيارات وقد ارخين الحجاب على اكتافهن، او نساء في الشوارع يرتدين معاطف قصيرة. وقامت الشرطة بحملات عديدة من اجل فرض الالتزام بهذا الامر. وبدأت الشرطة تشدد اجراءاتها على الاشخاص الذين يقودون سياراتهم بشكل غير آمن، أو بعد شرب الكحول او تعاطي المخدرات. وقال المتحدث باسم الشرطة "أعطينا عشرة الاف انذار في الاسبوع الماضي في عموم البلاد، وفتحنا ملفات في قضايا متعلقة بالفي سيارة". واضاف المتحدث ان الشرطة ستتبع نظاما يتيح لمن سماهم "اشخاصا موثوقين" بان يبلغوا عن المخالفات، لا سيما في ما يتعلق بالحجاب وبالقيادة الخطرة او بالتحرش بالنساء. واوضح ان هؤلاء "الاشخاص الموثوقين" قد يكونون من المسؤولين في الادارات الحكومية او من عناصر القوات المسلحة او رجال شرطة بزي مدني. ويقوم هؤلاء الاشخاص بابلاغ الشرطة عن رقم لوحة السيارة المخالفة، فيتم استدعاء صاحبها. وعلى رغم فرض ارتداء الحجاب والازمة الاقتصادية، تقبل النساء الايرانيات بكثافة على مستحضرات التجميل لاظهار جمالهن وانوثتهن، لتكون ايران ثاني اكبر سوق في الشرق الاوسط لهذه المستحضرات بعد السعودية، والسابعة على مستوى العالم.
ويشهد قطاع الجراحات التجميلية نموا مطردا في ايران منذ سنوات قليلة، لا يقتصر على ابناء الطبقات الميسورة او سكان العاصمة طهران. ويعزو خبراء هذا الهوس المتزايد لدى الايرانيين بعمليات التجميل خصوصا لكون النسوة الايرانيات يولين اهمية اكبر لشكل الوجه في ظل الزامية ارتدائهن الحجاب نظرا الى ان هذا الجزء من الجسم هو الوحيد الذي يسمح باظهاره على العلن اضافة الى اليدين. وتلقى الاظافر الاصطناعية ومساحيق التجميل اقبالا شديدا في ايران، اذ تقتصر المساحة المتاحة للنساء المحجبات للتعبير بحرية على الوجه والكفين. وبالرغم من الطابع المحافظ في البلاد، حجزت ايران موقعا لها بين البلدان العشرة الاولى في العالم من حيث عدد عمليات التجميل لسنة 2013 الى جانب الولاياتالمتحدة والبرازيل خصوصا، كما انها حلت رابعة على صعيد عدد عمليات تجميل الانف.