أعلن حزب الله اليوم الأحد مقتل الأسير اللبناني المحرر من سجون إسرائيل، سمير القنطار، في غارة إسرائيلية استهدفت مدينة جرمانا جنوب شرق دمشق. فيما رحبت تل أبيب، بالعملية، ولم تعلن مسؤوليتها عنها ، فيما ذكرت دمشق أن مقتل القنطار ناتج عن "قصف صاروخي إرهابي". وكان الشهيد سمير القنطار، قد أمضى نحو ثلاثين عاما في السجون الإسرائيلية وفي أولى ردود الفعل الإسرائيلية، رحب مسؤولون سياسيون وعسكريون بمقتل القنطار (54 عاما)، واصفة القنطار بأنه كان يمثل قنبلة موقوتة. وكان حزب الله قد أعلن في بيان اليوم الأحد أنه "عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت (20,15 بتوقيت جرينتش ) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين". ونشرت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي قالت إن الغارة الاسرائيلية استهدفته، وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه. دمشق تتحدث عن "قصف صاروخي إرهابي" وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها "استشهاد عميد الأسرى المحررين سمير القنطار الليلة الماضية جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق". واعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن "استهداف الشهيد القنطار هو استهداف محور المقاومة والصمود"، مضيفا أن "دماءه التي روت تراب سوريا الغالي دليل آخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني". وأشار المرصد السوري إلى أن "الطيران الإسرائيلي استهدف القنطار في أوقات سابقة ولمرات عدة داخل الأراضي السورية دون أن يتمكن من قتله". وكان القنطار قد سجن في إسرائيل في عام 1979 بعد إدانته بالقيام بهجوم واختطاف مستوطنين اسرائيليين وقتلهم. وقضى بالسجون الإسرائيلية أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل السجناء مع حزب الله اللبناني في عام 2008. وقاد القنطار في 22 ابريل 1979 ، وكان عمره 16 عاما حينها، مجموعة من عناصر جبهة التحرير الفلسطينية لمهاجمة مدينة نهاريا الساحلية الإسرائيلية من البحر عبر زورق مطاطي واختطاف عائلة إسرائيلية مكونة من أب وابنته البالغة من العمر 4 سنوات. وقتل في الهجوم اثنين من رجال الشرطة والأب المختطف وابنته، وقد توفيت طفلة أخرى اختناقا بعد أن قامت أمها بإخفائها في الخزانة. وتتهم إسرائيل القنطار بقتل الأب الإسرائيلي وابنته، وهو ما ينفيه القنطار مشيرا إلى أنهما قتل في تبادل إطلاق النار مع القوات الأمنية الإسرائيلية. وأثار إطلاق سراح القنطار في عام 2008 ،في صفقة التبادل مقابل جثامين جنديين إسرائيليين كان حزب الله قتلهم مسلحو حزب الله في عام 2006، الكثير من الجدل في إسرائيل. وقد إنضم القنطار إلى حزب الله بعد إطلاق سراحه وأصبح عنصرا بارزا فيه. ولد القنطار في 20 يوليو 1962 لعائلة درزية في بلدة عبيه القريبة من العاصمة اللبنانية بيروت. وكانت الخارجية الأمريكية صنفت القنطار ضمن لائحة الإرهاب في سبتمبر، ووصفته بأنه أصبح أحد "أكثر المتحدثين باسم حزب الله شعبية وبروزا". وأضافت "منذ عودة القنطار، لعب أيضا دورا عملياتيا، بمساعدة سوريا وإيران في بناء بنية تحتية إرهابية لحزب الله في مرتفعات الجولان".