سيكون التناقض العنوان الأبرز عندما يتواجه اتحاد العاصمة مع ضيفه مازيمبي في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا يوم السبت في ملعب عمر حمادي في الجزائر العاصمة. من جهة، هناك الفريق المضيف أتحاد العاصمة: فريق يتألف بشكل حصري تقريباً من اللاعبين المحليين، والغالبية العظمى منهم تفتقد إلى خبرة خوض مباراة من هذا المستوى، وحتى أن النادي بحدّ ذاته لم يصل أبداً إلى نهائي أفريقي من قبل.
ومن جهة أخرى، هناك مازيمبي الذي وصل إلى المباراة النهائية للمسابقة القارية العريقة أربع مرات متتالية، أولها عام 1967، وذلك عندما كان يُسمّى أنجلبرت، وفاز بإثنين منها. وأضاف لقبين أخريين عامي 2009 و2010، وفريقه يعجّ باللاعبين الدوليين من كل أنحاء القارة، وغالبيتهم من ذوي الخبرة عندما يتعلق الأمر باللعب في نهائي المسابقات الكبيرة.
لكن وصول اتحاد العاصمة إلى النهائي كان أكثر إثارة للإعجاب بعد فوزه بأربع مباريات في الأدوار الإقصائية وخمس في دور المجموعات. وكان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح أول فريق في تاريخ المسابقة يفوز بجميع مبارياته الست في دور المجموعات، لكنه خسر مباراته الأخيرة ضد المريخ السوداني حين كان ضامناً أصلاً لتأهله ولصدارة المجموعة.
وسيخوض مدرب اتحاد العاصمة ميلود حمدي، الذي يملك فرصة أن يصبح المدرب الجزائري الثاني الذي ينال شرف الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد خير الدين ماضوي المتوّج مع وفاق سطيف الموسم الماضي، اللقاء بغياب المدافع محمد مفتاح والمهاجم المدغشقري كارولوس أدرياماتسينورو بسبب حصولهما على إنذار في لقاء إياب نصف النهائي الذي انتهى بالتعادل 0-0 في الجزائر ضد الهلال السوداني.
وأكد حمدي قائلاً "أنا أثق في بقية اللاعبين، وأنا متأكد من أنهم سيرتقون إلى مستوى التحدي. بعد المشوار الذي قطعوه، سيكون من المخزي أن لا يتمكنوا من رفع الكأس. فنحن على بعد 180 دقيقة فقط من صناعة التاريخ. سنمثل الجزائر وشمال أفريقيا بأكملها،" مضيفاً "سنفعل كل ما في وسعنا لضمان أن يكون اسم الجزائر على الكأس للعام الثاني على التوالي."
لم تكن التحضيرات مثالية بالنسبة للمدرب إذ أن جميع لاعبيه يحملون إصابات تعرضوا لها في فترة الإستعداد للمباراة، مثل المدافعين نصر الدين خوالد، وأرسلان مزاري، وحسين بن عيادة ورشيد ناجي، لكن من المتوقع أن يكونوا جاهزين للمشاركة. أما المهاجم رشيد ناجي فقد شارك في مباريات المراحل الأولى من المسابقة الموسم الماضي مع وفاق سطيف، لكنه ترك هذا الأخير قبل النهائي.
مازيمبي يعتمد على الخبرة في الجهة المقابلة الأمور مختلفة؛ إذ أن مازيمبي لا يملك عدداً من اللاعبين الذي اختبروا اللعب في نهائي دوري أبطال أفريقيا وحسب، بل أن بعضهم تُوّج باللقب. فالحارس روبرت كيديابا، وجان كاسوسولا ولاعب الوسط الزامبي جيفن سينجولوما كانوا في الفريق الذي توّج عامي 2009 و2010، في حين لعب القائد جويل كيمواكي مع الفريق عام 2010. وجميع هؤلاء اللاعبين الأربعة وصلوا إلى نهائي كأس العالم للأندية 2010 FIFA وتوّجوا بكأس السوبر الأفريقية مرّتين (2010 و2011).
أما بالنسبة للاعبي كوت ديفوار روجر أسالي وسيلفان جبوهو وكوفي كوامي، فقد خاضوا نهائي كأس الإتحاد الأفريقي مع فريقهم السابق سيوي سبورتس ضد الأهلي العام الماضي، فيما توّج أسالي وجبوهو بكأس الأمم الأفريقية مع "الفيلة" في وقت سابق من العام الحالي، كما الحال بالنسبة لراينفورد كالابا ونايثن سينكالا اللذين تُوجا باللقب القاري عام 2012 مع منتخب زامبيا. كما أن غالبية لاعبي مازيمبي شاركت في نهائي كأس الإتحاد الأفريقي عام 2013 والذي خسره الفريق الكونغولي الديمقراطي ضد الصفاقسي.
لكن سجل مازيمبي في الأراضي الجزائرية لا يشفع له لأنه لم يفز هناك بأي من مبارياته الخمس، إذ خسر أمام شبيبة القبائل 5-0 في كأس الإتحاد الأفريقي عام 2000 وبعدها بعشرة أعوام تعادل مع الفريق ذاته ووفاق سطيف في دوري أبطال أفريقيا. وفي عام 2013، أوقعته القرعة مع وفاق سطيف مجدداً في كأس الإتحاد. حيث تمكن وفاق سطيف من الفوز عليه في الدور نصف النهائي العام الماضي في طريقه إلى الفوز باللقب.
لكن رغم سجله المتواضع في الجزائر، فإن تحضيرات مازيمبي لمباراة السبت كانت مثالية. حيث أمضى النادي عدة أيام في المغرب تحضيراً للمباراة وسافر إلى الجزائر يوم الخميس. وأشار المدرب باتريس كارتيرون إلى أن التحضيرات في المغرب كانت جيدة قائلاً "الهدف بالنسبة لنا أن نكون في أجواء إيجابية، واللاعبون سعداء بالتواجد هناك. إنها لحظات استثنائية في الحياة، على المرء أن يتمتع بإرادة الفوز بالكأس. لكي يتحقق هذا الأمر، يجب أن تكون جيداً من الناحية الذهنية وأن تكون سعيداً في التحضير لهذا النوع من المباريات. لقد حققنا هذا الأمر والآن سنفعل كل شيء من أجل الفوز."
سيتمكن الفائز بمجمل مباراتي النهائي الذي يقام إيابه في عطلة نهاية الأسبوع المقبل، من تمثيل القارة في كأس العالم للأنديةالمقررة في ديسمبر في اليابان.