قتل اليوم الخميس، اثنان من السكان المسلمين في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، على يد عناصر مسلّحة، يرجّح انتماؤها إلى ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، بحسب مصادر متفرّقة. وأوضح مصدر من منظمة "أطباء بلا حدود" في بانغي، في تصريح للأناضول، إنّ اثنين من السكان المسلمين قتلا عند ذهابهما إلى حيّ فاطمة بالدائرة السادسة من العاصمة. من جانبه، قال المتحدّث باسم المسلمين في حي "الكيلو متر 5" (أحد أبرز أحياء المسلمين في عاصمة أفريقيا الوسطى)، في بانغي، للأناضول، إنّ الحادثة بدأت باستيلاء سكان من الحي، مساء أمس الأربعاء، على دراجة نارية لسائق من الدائرة السادسة، ما أثار حالة من الغضب والحنق، دفعت بمسلمين من حي الكيلو متر 5 للتوجه، اليوم، إلى الدائرة السادسة في محاولة للعثور على أرضية تفاهم ودّي بين الطرفين. وأضاف المصدر نفسه أنّه، وخلال المناقشات، تعرّضت "مفوّضية" المسلمين إلى هجوم من قبل مجموعة من الرجال المسلحين بالمديات (السكاكين)، والبنادق، والأسلحة البيضاء، يرجح انتماؤهم إلى ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، ما أسفر عن مقتل اثنين من المسلمين. وبحسب مصدر منظمة "أطباء بلا حدود"، فقد توجهت إحدى مجموعات الدفاع الذاتي لمسلمي حي "بي كا 5" في بانغي، نحو حي فاطمة، في محاولة لمهاجمة سكّانه، مضيفًا إنّ الاشتباكات أسفرت، علاوة على القتيلين لإصابة 7 آخرين (لم تحدد انتماءاتهم الدينية بعد). وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان للأناضول، إن الاشتباكات بين المسلمين وعناصر "أنتي بالاكا"، لا تزال مستمرة حتى ظهر اليوم، في وقت بدأ فيه بعض سكان حي فاطمة بالفرار بشكل متزامن نحو مخيّمات اللاجئين القريبة منهم. وتجدّدت الاثنين الماضي، أعمال العنف في عاصمة أفريقيا الوسطى، إثر مقتل 3 مسؤولين بالاتحاد الشعبي، وهو أحد أربعة فصائل تابعة لتحالف "سيليكا" المسلم، وإصابة رابع بجروح خطيرة، جراء إطلاق رصاص في طريق عودتهم من لقاء سياسي مع السلطات الانتقالية، وفق ما صرحت به للأناضول مصادر متطابقة. وبحسب مصادر مسؤولة بتحالف "سيليكا" ، فإن مرتكبي العملية ينتمون إلى ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية. ونهاية عام 2013، اندلع صراع على السلطة في أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، وتطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر "سيليكا" و"أنتي بالاكا"، أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، بحسب الأممالمتحدة. واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريًا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو/ أيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي.