ما إن وقعت العمليات الإرهابية فى الشيخ زويد فى سيناء، واستشهاد 17 مجندا وإصابة أخرين فى صفوف الجيش المصرى، بادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلى بالدخول على الخط بترويج الأخبار التى تحفز على اشتعال المعارك وسقوط مزيد من القتلى. بعد سويعات من بدء الهجوم الإرهابى يوم الإثنين الماضى على كمائن الشيخ زويد، واحتدام المعارك، سارعت وسائل إعلام ووكالات دولية تناقل أخبار مفادها تحريك جيش الاحتلال الإسرائيلى لقطع حربية بالقرب من الشريط الحدودى مع رفح المصرية، تلتها تصريحات مستفزة من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتناهو، أشار خلالها إلى ضرورة وحدة الصف بين مصر وإسرائيل لمواجهة الإرهاب". وبحسب إذاعة "ريشت بيت"، أضاف "نتنياهو": "إن إيران وتنظيم داعش وحركة حماس هم من يرعون الإرهاب فى المنطقة"، مشيرا إلى أن "مصر وإسرائيل ودول أخرى بالمنطقة تقف فى خندق واحد ضد هذا الإرهاب"، ونقل تعازيه لمصر وأسر الشهداء، الأمر الذى أئار حفظية الشعب المصرى، وبات يتساءل من المستفيد الأول من إرهاب سيناء.. أليس هو العدو الصهيونى فى المقام الأول؟! ومن جانبه، أكد الدكتور ياسر طنطاوى، خبير الشئون الإسرائيلية والفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أن الكيان الصهيونى يلعب على وتر "فرق تسد"، مؤكدًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلى لطالما يتصيد المعارك ليصب الزيت على النار لتشتعل المنطقة ويستغل ذلك لفرض هيمنته، وهو ما استبعد حدوثه. وأضاف "طنطاوى" فى تصريحات ل"المشهد" أن المستفيد من عمليات الإرهاب الغادر على جنود وأفراد وكمائن الجيش المصرى هو العدو الصهيونى، الذى يحلم باليوم الذى يسقط فيه الجيش المصرى وينهار، محذرًا من انجرار وسائل إعلام مصرية وعربية فى أتون الحرب المعنوية التى يخوضها الكيان الصهيونى ضد مصر بشكل خاص والعرب بشكل عام، بنشر أخبارا من شأنها زعزعة أمن واستقرار مصر، وخفض معنويات الجيش المصرى، وأنه لم يعد قادرًا على صد الهجمات الإرهابية مما يضع زريعة حفظ "أمن الحدود والتدخل العسكرى" على أجندة القوى الدولية، وهذا ما لا تسمح به مصر على أى حال من الأحوال. وفى السياق ذاته، تناولت الصحافة الإسرائيلية الهجوم الذى شنّه تنظيم الدولة على الجيش المصرى بسيناء واغتيال النائب العام المصرى بالنقاش والتحليل وأثره على مستقبل إسرائيل، وأظهر مخاوف إسرائيلية من عجز القوات المسلحة المصرية ونظام الرئيس السيسى وقدرته على ضبط الأوضاع الداخلية، فضلا عن اقتراب تنظيم الدولة من الحدود الإسرائيلية بشكل كبير جدا، سيمكنه فى المستقبل من استهداف إسرائيل. ويشير المحللون الإسرائيليون بأن لدى إسرائيل فى المرحلة المقبلة ما يعطيها الفرصة بأن تتذرع باستراتيجية التنظيمات الإهاربية التى نجحت فى بناء قاعدة لوجستية داخل المدن، تُمكنها من تجاوز المخابرات المصرية، وهو ما يتيح لإسرائيل مستقبلًا التدخل. يتضح ذلك فى رؤية الدفاع والحماية لجيش الاحتلال من وجهة نظر محلل الشئون العربية لصحيفة "هآرتس" تسفى برئيل، الذى يرى أن المشكلة لا تقف عند حدود سيناء فقط، لأن التنظيمات الإرهابية لا تكتفى بسيناء، فهى تعمل أيضا فى المدن، واتبعت استراتيجية جديدة تقوم على توسيع رقعة الجغرافيا والأهداف، مؤكدًا أن الخطوات الاستباقية لا تعتبر بديلا للمطاردة الميدانية، وهنا تكمن الصعوبة التكتيكية للجيش الذى حصل على الإذن من إسرائيل لخرق اتفاق كامب ديفيد واستخدام الطائرات العسكرية، لكن الجيش يجد صعوبة فى الكشف عن المغارات والأكواخ التى يختبئ فيها نشطاء التنظيمات فى سيناء.