فى ظل الأحداث التى تمر بها سيناء لإبراز أن مصر لم تعد آمنه أكد علماء الأزهر أن أبناءه سينقلون صورة حقيقية تؤكد التعاون بين شباب وشيوخ، أساتذة وطلاب، رجال ونساء العالم الإسلامى والأوربى تحت راية الأزهر الشريف فقد جمعت مائدة الدكتور حمدى طه أستاذ الاعلام بجامعة الأزهر أكثر من 35 دولة من شتى بقاع العالم حيث حرص الوافدون الدارسون فى الأزهر الشريف وجامعته تناول افطار رمضان فى الشارع بجوار مستشفى الصدر بالعباسية ليعلنوا للعالم أجمع أن مصر محفوظة بفضل أزهرها الشريف وطلابها الوافدين وأن التكافل الاجتماعى سمة رئيسية تجمع المسلمين من كل مكان وتوحد كلمتهم وترفع رايتهم . أكد الدكتور حمدي طه أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر علي عالمية الأزهر الشريف ودوره الهام في نشر الاسلام فى ربوع الدنيا، باستقباله للوافدين الراغبين في التعلم والتخرج من الجامعة الأشهر في الوطن الاسلامي والعربي مشيرا إلى أن مصر هي التي صدرت الإسلام للعالم أجمع عبر بوابة الأزهر ، و صدرته إلي البلدة التي نزلت بها الرسالة السماوية حيث ينتشر علماء الأزهر عبر دول العالم أجمع وتطرق الي أهمية أن يكون الطالب الوافد خير سفير للأزهر و للإسلام في بلاده، بأخلاقه الرفيعة و التزامه بتعاليم الاسلام، كسلوكيات وليس كحركات، موضحا أن الاسلام ليس صوم و صلاة وزكاة و حج فقط، كما هو متعارف عليه، انما لابد وأن يجعل شعاره" الدين المعاملة". وألمح إلى أن خليل الله إبراهيم تزوج من السيدة هاجر المصرية، و نقلها مع وليدها اسماعيل عليه السلام إلي منطقة غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، بالرغم من كونه متزوجا من السيدة سارة ، و إن دل ذلك فإنما يدل علي أن المرأة المصرية تقوم بتعمير أي أرض توجد بها، وباتت السيدة هاجر أما للعرب جميعا، بل و أصبحت حركاتها معلما من معالم الحج الأكبر، حيث أمر الله سبحانه وتعالي كل من يزور البيت الحرام بالسعي بين الصفا و المروة تأثرا بالسيدة الفاضلة التي حرصت علي البحث عن الماء لوليدها الرضيع في سبعة أشواط بين جبلي الصفا و المروة. وأشاد طه بالوجوه الطيبة التي حرصت علي التواجد في مائدة الرحمن للتآلف و التآخي ، مطالبا إياهم بعدم الانصياع وراء حملات التشهير و معاول الهدم التي تحاول النيل من قلعة الأزهر الشريف، مشيرا الي أن الأزهر سيظل الدرع الصامد أمام محاولات زعزعة الإسلام و الدين بأفكار هدامة ومسمومة يحملها أعداء الاسلام. وناشد طه الوافدين الاقتداء بسيدنا ابراهيم عليه السلام فى قول الله تعالى " إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " فقد كان إماماً في الخير يقتدى به دائم الطاعة لله فى كل أحواله وكان صبورا عنده يقين بالله وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . وقال الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام إن مصر هى الحضن الآمن التى تحتضن كل الوفود وتثبت كل يوم أنه مهما حدث من أعمال ارهابية فلن تثنى الشعوب عن التكاتف والوقوف خلف مصر فى شدائدها مشددا على ضرورة الاهتمام بالوافدين وتعليمهم الاسلام الصحيح حتى يعودوا خير سفراء لبلادهم . وأوضح الدكتور محمد وهدان رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية أن بركة رمضان تحل على كل المسلمين بفضل هذا التكافل والتعاون فمثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وهذا مانلمسه فى هذه التجمع العالمى على المائدة الأزهرية التى يجلس عليها علماء الأزهر وطلابه الوافدين لنؤكد للعالم أن مصر ستظل محفوظه بأمر الله وأنها صخرة تتحطم عليها مكائد الغادرين . ووجه آدم يونس رئيس اتحاد طلاب دول حوض النيل كلمة شكر للقائمين على افطار الوافدين وجمع العالم فى مائدة واحدة وناشد الجميع بحمل لواء الاسلام و العمل علي رفع مكانة و اسم الأزهر عاليا في المحافل الدولية مؤكدا أن خير سبيل للنهوض والرقى بالدين الاسلامى هو التقارب بين الشعوب وإزالة الفرقة بينهم وهذه التجمعات هى البداية لإحداث التكافل والتآلف . وبين الشيخ حسام الدين علام محاضر اللغة الانجليزية بالجامع الأزهر أن الرجال والسيدات الأجانب حديثى الاسلام الذين شاركوا فى هذه المائدة أبدوا اعجابهم بتجمع المسلمين من شتى البقاع فى مكان واحد تربطهم لغة واحدة ودين واحد وهدفهم واحد وهو رفعة الاسلام ففيها تعرفوا على سماحة الاسلام فكل الأشكال والألوان الأبيض والأسود الأفريقى والآسيوى الهندى والأوربى تجمعهم مائدة واحدة ومطعم واحد فالناس سواسة كأسنان المشط ، لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوي وأشار حسام شاكر المنسق الاعلامى لجامعة الأزهر إلى أن المائدة شارك فيها طلاب علم من فرنسا وأمريكا وبلجيكا والهند وأفغانستان والسودان ورواندا وبروندى وكينيا وغينيا ونيجيريا وتشاد ومالى وألمانيا ونيبال وبورما وتنزانيا وأثيوبيا وأوغندا وتايلاند وأندونيسيا وغينيا كوناكرى ولفيف من أساتذة الأزهر ورؤساء الاتحادات الطلابية من الوافدين الدارسون فى جامعة الأزهر ورجال الصحافة والإعلام .