في النهاية اتضح أن "الفنكوش" ما هو إلا مخدر يصيبك بحالة من التفاؤل المؤقت؛ كما يعطيك صورة تخالف الواقع.. هكذا وصف مراقبون مشروع العاصمة الإدارية الجديدة عقب الإعلان عنه في مارس الماضي؛ كما تشبث متفائلون بوعود الحكومة انتظارًا لتنفيذها؛ وما بينهما يكشف الواقع عن الحقيقة!. الواقع يكشف عن تعثر حلم؛ ربما كان كاذبًا؛ وربما كان مخدرًا؛ استخدم لتجنيد عقول المواطنين؛ أفاقت على تصريحات مصادر حكومية لم يكشف عنها؛ تؤكد إلغاء مذكرة التفاهم الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأخرى تنفي، مستمرة في استخدام مخدر؛ فقد مفعوله؛ لتشدد على استمرار المفاوضات مع المستثمر الإمارتي.. حالة من اللغط تدور بحثًا عن إجابة تكشف حقيقة واحدة، هل المشروع "فنكوش" كما وصفه مراقبون في وقت سابق، أم ستتحق التصريحات بوجود عاصمة إدارية جديدة لمصر؟، وهو ما سبق وناقشته "المشهد" تحت عنوان "القمة الاقتصادية.. حلم حائر بين الواقع والخيال"؛ متى سيعيش المواطن في دولة تحترم العقول؛ وتراعي الحق في احترام الأحلام؟. - القمة الاقتصادية.. حلم حائر بين "الواقع والخيال" - السيسى والراقصة.. و"فنكوش" شرم الشيخ وكانت حكومة المهندس إبراهيم محلب، أبرمت مع شركة "كابيتال سيتى بارتنرز"، التي يديرها رجل الأعمال الإماراتى، محمد العبار مذكرة تفاهم، بشأن تنفيذ مشروع "قاهرة المستقبل" كما وصفها الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان، وهو مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في إطار فعاليات مؤتمر "مصر المستقبل" الذي عقد مارس الماضي، في مدينة شرم الشيخ، بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 45 مليار دولار، خلال فترة زمنية تستغرق من 5 إلى 7 سنوات، لبناء 1.1 مليون وحدة سكنية، يبدأ التنفيذ الفعلي لها خلال 3 شهور من تاريخ التوقيع، كما من المقرر الانتهاء من المخطط العام للعاصمة الإدارية خلال 3 شهور من تأسيس الشركة المصرية الإماراتية المطورة للمشروع. - استثمارات "القمة الاقتصادية".. حقيقة "غائبة" ورقم "مجهول" - "قاهرة المستقبل".. عاصمة "الأحلام" "المفاوضات مستمرة ولم نصل إلى حل نهائي"، وفق مصادر مسؤولة، موضحة أن مذكرة التفاهم مدتها 90 يومًا تنتهي في 15 يونيو، وهذا التاريخ روتيني، كما أنه قد يكون سبب ما تردد حول إلغاء المفاوضات، لكن الطرفان اتفقا على مد المهلة للتفاوض. - "مشاريع عملاقة على الورق.. وجيوب خاوية".. عنوان عام اقتصادي - مليارات الخليج.. فوائد وديون وآمال معلقة بينما اتجهت مصادر أخرى، إلى أن الحكومة ألغت مذكرة التفاهم المبرمة مع رجل الأعمال الإماراتي، لكنها مصرة على تنفيذ المشروع مهما كانت التحديات، السؤال هنا؛ هل هذا الإصرار على تنفيذ المشروع مجرد شو إعلامي جديد للتغطية على فشل مشروعات القمة الاقتصادية؟ أم أنه مسكن حكومي جديد؟ وحدها الأيام ترفع الستار عن الحقائق، حيث إن تصريحات المسؤولون جميعها تؤكد أن إعلان القرار النهائي من الجانبين "قريبًا"!. وكشفت المصادر، عن سيناريوهات الحكومة خلال الفترة المقبلة، عقب الإعلان رسميًا عن إلغاء مذكرة التفاهم مع "العبار"، قائلة: إن جهة سيادية ستتولى إعداد دراسات الجدوى والمخطط العام للمشروع، فى غضون سنة، على أن يعاد طرحه مرة أخرى بين شركات الاستثمار العقارى المحلية والعالمية، دون إسناده لشركة واحدة، كما أوضحت أن الطرح الجديد سيتضمن دراسات جدوى مالية وفنية، ولن يتعلق بمستثمر رئيسى، وإنما لعدة تحالفات، وسيتم تقسيم المشروع على مراحل تتولاها شركات مصرية وخليجية وأجنبية. على الجانب الآخر، ترددت أنباء قوية من داخل مجموعة "العبار" الإماراتية، تؤكد نية العبار في الانسحاب من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة نهائيًا، نتيجة الاختلاف على بنود العقد الذي أرسلته حكومة محلب، وهو الأمر الذي يتعارض مع السبب الذي يتم تردده مؤخرًا بعجز مجموعة العبار عن توفير التمويل اللازم للمشروع وطلب الشركة للاقتراض من البنوك المصرية بنسبة كبيرة.. ربما تسريبات أو قل تصريحات مجهولة الهوية تكشف أوراق بل وتفاصيل جديدة حول حقيقة الخلاف المزمع بين الجانبين. عادةً ما يتحدث المؤيدون لخطط الحكومة، عن نجاح "القمة الاقتصادية" ومشروعاتها في جذب استثمارات جديدة للدولة.. ربما يجدي ذلك عند رسم صورة من الخيال، ولكنها واقعيًا ما هي إلا "فنكوش"، كما سبق ووصفناها وهو ما هاجمه، حينها المهللون للحكومة، مؤكدين أن نظرتنا سلبية بل هجومية لكل ما تقوم به الدولة والحكومة في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية، ولكن هل يمكن لهؤلاء إيجاد إجابة تكشف عن سبب عدم دخول مشروع العاصمة الجديدة حيز التنفيذ حتى الآن، ورغم انتهاء المدة المحددة؟، بالطبع لن تجد لديهم سوى الآمال المعلقة، وترديد التصريحات الوردية، وفى النهاية يظل "الفنكوش" هو الواقع!. - نتائج القمة الاقتصادية.. دعم واستثمارات ومليارات الدولارات - الوجه الآخر للقمة.. تضارب وشفرات ودولارات