سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على التدهور الذي تشهده العلاقات التركية -السورية فى أعقاب حادث إسقاط الطائرة التركية، لافتة إلى تعهد أنقرة باتخاذ إجراءات حاسمة ردًا على اسقاط القوات السورية لطائرة تابعة لها ولاسيما تأكيد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على أن سوريا اضحت بمثابة "خطر واضح". وأشارت الصحيفة الأمريكية - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الالكترونى اليوم - إلى أن تركيا تقوم فى الوقت الراهن بموازنة الخيارت المتاحة لديها لاتخاذ رد حاسم على سوريا، مشيرة إلى بدء تركيا فى تعزيز دفاعتها العسكرية على طول الخط الحدودى البالغ طوله 550 ميلا مع سوريا، فضلا عن وضعها قواعد جديدة للاشتباك على حدودها المشتركة مع سوريا وسط ابراز وسائل الاعلام المختلفة لصور القوات والدبابات التركية التى يتم ارسالها إلى الحدود المشتركة مع سوريا . ولفتت الصحيفة إلى ان تداعيات الحادث سلطت الضوء على مدى تدهور العلاقات بين انقرة ودمشق فى الوقت الذى يوشك فيه الصراع القائم فى سوريا على الامتداد إلى خارج الحدود السورية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رئيس مركز السياسات الخارجية والدراسات الاقتصادية فى اسطنبول سينان اولجن قوله، هناك مجازفة محدودة من تدخل مباشر أحادى الجانب فى سوريا مشيرًا إلى أن المخاطر الحقيقية من تدهور العلاقات بين تركيا وسوريا تفوق حادث نزاع عبر الحدود او حوادث فردية. وتابع قائلا: "إن تركيا تسمح للمعارضة السورية للعمل من داخل أراضيها، بيد أن المسئولين الاتراك يمتنعون عن الإدلاء باى تفاصيل عند سؤالهم عن القيام بإنشاء منطقة عازلة للجيش السوري الحر، فضلاً عن رفض الجيش التركى التعليق على قواعد الاشتباك الجديدة التى تم وضعها للتعامل مع سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري بشار الاسد أكد فى تصريحات اعلامية - أدلى بها عقب ايام من حادث اسقاط الطائرة التركية- بأن السياسات التى ينتهجها المسئولون الاتراك تؤدى قتل وإراقة دماء المواطنين السوريين . ومضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لافتة إلى ان سوريا قد تعتبر انشاء تركيا لمنطقة عازلة لقوات المعارضة السورية على أراضيها عملا من أعمال الحرب، غير أن الصحيفة رأت أن الحكومة التركية تبدو حريصة فى كل تصريح تدلى به حول الازمة السورية، مشيرة إلى أن المسئولين الأتراك أقروا بتخطيطهم لإنشاء مثل هذه المنطقة العازلة للجيش السوري الحر بيد أنهم اكدوا على عدم رغبة تركيا فى اتخاذ اى اجراء دون دعم المجتمع الدولى . وأردفت الصحيفة لافتة إلى ان هناك نحو 33 ألف لاجيء سوري على الحدود التركية -السورية فى الوقت الراهن. وأضافت ان هذا الرقم القابل للزيادة فى ظل تزايد اعمل العنف واحتدام الصراع فى سوريا من شأنه زعزعة استقرار المنطقة الحدودية المشتركة بين انقرة ودمشق، مشيرة إلى أن الجيش النظامى السوري قام أكثر من مرة باقتحام هذه المخيمات ومهاجمتها.