وصلت المعارضة المسلحة في سوريا لمشارف اللاذقية الساحلية، وسهل الغاب بمحافظة حماة، بعدما أكملت فصائل المعارضة سيطرتها على كامل طريق أريحا- اللاذقية في محافظة إدلب، قاطعة بذلك شرياناً حيوياً يربط معاقل النظام في الساحل السوري بمناطق سيطرته في الشمال والوسط. وكان النظام قد استقدم آلاف المقاتلين في الأيام الماضية لشن هجوم معاكس في ريف إدلب، كما أنها مثّلت هزيمة شخصية لقائد قوات النظام العقيد سهيل الحسن الملقب ب"النمر"، الذي اضطر إلى الانسحاب إلى سهل الغاب بعد فشل هجومه المضاد ضد تحالف الفصائل الإسلامية التي تكتلت تحت راية "جيش الفتح". (للمزيد). ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير من إدلب، بأن الاشتباكات كانت لا تزال مستمرة منذ بعد ظهر أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، ومقاتلي جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، قرب منطقة فريكة على أوتوستراد أريحا- اللاذقية وفي محيط الأوتوستراد، بعد سيطرة المقاتلين خلال الساعات ال24 الماضية على مناطق تل حمكي وبسنقول ومحيطها وعين الحمرا وجنة القرى وحاجز المعصرة، والأخير يُعد أكبر حواجز قوات النظام في إدلب وعلى بلدة محمبل الواقعة على طريق أريحا- اللاذقية. وأضاف أن مقاتلي الفصائل استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تركتها قوات النظام عند فرارها من المنطقة، وأشار أيضاً إلى أن قائد قوات النظام العقيد الحسن انسحب إلى منطقة في سهل الغاب تحوي غرفة عمليات يشارك فيها إضافة إلى الجيش السوري ممثلون عن الحرس الثوري الإيراني و حزب الله اللبناني. وفي محافظة اللاذقية المجاورة، ذكرت وكالة "مسار برس" المعارضة أن كتائب الثوار استعادت السيطرة على برج سيريتل وتلة الجب الأحمر بالقرب من قمة النبي يونس في ريف اللاذقية. وأشارت إلى أن الكتائب التي شاركت في عملية السيطرة على هذا الموقع هي حركة أحرار الشام وجبهتا أنصار الدين وأنصار الشام و الفرقة الأولى وكتائب عدة أخرى. وكانت قوات النظام سيطرت الأسبوع الماضي على برج «سيريتل» وتلة الجب الأحمر بعد معارك مع المعارضة، وتعتبر التلة والبرج نقطتين استراتيجيتين تشرفان على سهل الغاب وجبال العلويين، اللذان يعتبران خط دفاع قوات الأسد الأول الذي أرادت تأمينه ضد هجمات الثوار . وفي محافظة الحسكة، قال المرصد إن الاشتباكات العنيفة استمرت بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين، وسط تقدم الوحدات الكردية في المنطقة وسيطرتها على قرى ومزارع عند أطراف الريف الجنوبي الغربي للمدينة قرب الحدود الإدارية مع الرقة، وأضاف أن 8 من عناصر تنظيم داعش قُتلوا في الاشتباكات والقصف الذي شنته طائرات التحالف. وفي ريف حلب الشمالي، تحدث المرصد عن تواصل الاشتباكات التي بدأت قبل 9 أيام بين مقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة من طرف، وبين تنظيم داعش من طرف آخر في عدة مناطق بمحيط صوران أعزاز وقرى الشيخ ريح والبل وغزل بريف حلب الشمالي، حيث تمكن التنظيم خلالها من التقدم، والسيطرة على بلدة صوران أعزاز وقريتي غرناطة والتقلي ومناطق أخرى كانت تسيطر عليها الفصائل، وأشار إلى أن الاشتباكات ترافقت مع تدمير دبابات وعربات لتنظيم داعش من المقاتلين باستخدام صواريخ التاو الأميركية. وأوضح أن الاشتباكات أسفرت خلال 9 أيام عن مقتل ما لا يقل عن 73 عنصراً من دااعش، من ضمنهم 3 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المنطقة، وأكثر من 35 عنصراً من جنسيات عربية وأجنبية، و3 آخرين قام مقاتلون من فصائل إسلامية بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وأخذها معهم إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي والتي يحاول التنظيم الاقتراب منها ليتمكن من السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، أما خسائر فصائل المعارضة فبلغت بحسب المرصد 61 مقاتلاً، من ضمنهم 18 أعدمهم داعش بينهم أربعة انتشل التنظيم جثثهم من تحت أنقاض مبنى تهدم نتيجة تفجير عربة مفخخة، وقام بفصل رؤوس 3 منهم عن أجسادهم.