قالت صحيفة "لوبراسيون" الفرنسية أن "ما يحدث الآن في الشرق الأوسط يتجاوز فكرة الحرب الدينية"، مؤكدة إنه "صراع على الهيمنة الإقليمية"، مشيرة الى التحذيرات التي أطلقها "حسن نصر الله" زعيم حزب الله اللبناني، والتي جاءت متزامنة مع تصريحات القادة في ايران والتي اعتبرت ان التحالف الغربي بقيادة امريكا لايرغب في محاربة داعش، وأن كل من اسرائيل و امريكا بالتحالف مع دول اقليمية يسعون لتصدير الفوضى الى ايران كما هو الحال في سوريا. وتعتبر لوبراسيون أن العراق هو الأكثر فاعلية في لفت انتباه الأميركيين، الذين إذ لا ينسون أن الفوضى الحالية في العراق هي إحدى نتائج غزوهم لهذا البلد في 2003، ولا ينسون أنهم أسسوا الجيش العراقي المنكوب، ودرّبوه، وسلّحوه بأسلحة ثمنها مليارات الدولارات، فأتت سيطرة داعش على الرمادي بعد الموصل لتشكل هزيمة ساحقة للبنتاغون، لذا كان ردّ الفعل غير الدبلوماسي من وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الذي لام الأحد الجيش العراقي وحمله مسئولية سقوط الرمادي في يد داعش. ترى الصحيفة أن إيرانهي فقط من اعلنت أنها ملتزمة بقتال داعش، إذ صرح الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والمكلّف بالعمليات والاستخبارات الخارجية، إلى أن هذا الالتزام ضروري نظرًا لرفض الولايات المتّحدة وحلفائها قتال داعش، مشددا على انه وحدها ايران تقف في الميدان لمواجهة داعش ، وأوباما لم يقم بأي شيء لمواجهة داعش، ألا يعني هذا أنّ أميركا لا تريد المواجهة مع التنظيم؟". واضافت ان معركة حزب الله اللبناني مع اسرائيل بدت فرعية أمام دوره الرئيسي في الاحداث السورية، فنصر الله انتهز فرصة الذكرى الخامسة عشرة للانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان ليقول إن المعركة ضدّ المشروع التكفيري، يقصد الثوار السوريين، هي معركة وجود تواجه دولنا ومنطقتنا، وعندما يتعلّق الأمر بمعركة وجود، تصبح المعارك الأخرى ثانوية"، واضاف نصر الله خطابه "اليوم نواجه خطرًا غير مسبوق في التاريخ يهدّد الإنسانية، وهذا الخطر لا يستهدف المقاومة في لبنان ولا طائفة بعينها ولا النظام السوري أو الحكومية العراقية أو مجموعة في اليمن؛ الخطر يستهدف العالم بأسره ولا يجب أن يتّبع أحد سياسة النعامة فيدفن رأسه في التراب".