تعود مخططات طهران المعادية للسعودية إلى تاريخ تأسيس النظام الإيراني، ل"حزب الله" في السعودية مايو 1987، فعقب انشاء حزب الله السعودي، والذي يعرف ب"حزب الله الحجاز" بثلاث اشهر فقط شن اول هجوم له داخل السعودية، وجاء هذا الهجوم بعد وقت قصير من مواجهة بين حجاج شيعة وقوات الأمن السعودية في موسم الحج يوليو 1987 تحوّلت بعد ذلك إلى مجابهة عنيفة، وتصاعدت إلى تدافع أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص. ومن جهتها، بدأت إيران تلتفت إلى المتطرفين الشيعة في المنطقة الشرقية للمملكة بهدف جذبهم لتنفيذ هجمات، فبعد أسبوع من تلك الحادثة بموسم الحج أصدر "حزب الله الحجاز" أول بيان رسمي له، متعهدا بتحدي العائلة الحاكمة. وبعد شهر من البيان أعلن مسؤوليته عن هجوم على منشأة النفط في رأس الجعيمة، وفي بيانات صادرة ببيروتوطهران، هدّد الحزب بتنفيذ هجمات انتقامية إضافية تستهدف المسؤولين السعوديين، وبعد شهر من ذلك، هدّد بشن هجمات ضد المصالح الأميركية والسعودية في الخارج. ووفقا لتقارير وكالة المخابرات المركزية الأميركية آنذاكن كانت إيران قد "هرّبت كمية من المتفجّرات إلى المملكة العربية السعودية ونفذت عمليات إرهابية ضدّ أهداف كويتية". وخلال عام نفذ "حزب الله السعودي" تهديده عبر مهاجمة قطاع صناعة البتروكيماويات السعودية، الذي يعمل به العديد من الأميركيين، وفي مارس 1988، أعلن الحزب مسؤوليته عن الانفجار الذي وقع في مصنع "صدف للبتروكيماويات" بمنطقة الجبيل، بالاضافة الى تفجير مصفاة "رأس تنورة"، بينما تم العثور على قنابل لم تنفجر في "رأس الجعيمة". من جهتها، ردت السلطات السعودية بقوة، واعتقلت عددا من المشتبه بهم من المسلحين الشيعة المتطرفين، وألقت القبض على ثلاثة من أعضاء حزب الله السعودي بعد مواجهة دامية معهم، قتل فيها العديد من رجال الشرطة وأصيب آخرون بجروح. وقد أعدم هؤلاء الرجال برفقة عضو خلية آخر علنا في سبتمبر 1988. وجاء رد حزب الله السعودي الانتقامي على عمليات الاعدام، حيث أعلن الحرب على أي شخص يعمل لصالح المملكة العربية السعودية، وبدأ بحملة اغتيالات في الخارج، من خلال هجمات على مسؤولين سعوديين في تركياوباكستان وتايلاند، ففي أنقرة قتل "عبدالغني البداوي" السكرتير الثاني في السفارة السعودية بتركيا، وبعد شهرين وقعت محاولة اغتيال أخرى عندما أصيب "أحمد العمري" السكرتير الثاني في البعثة السعودية في كراتشي، باكستان، بجروح خطيرة جراء إطلاق عيار ناري عليه في أواخر ديسمبر من نفس السنة، وفي 4 يناير 1989، قتل صالح "عبدالله المالكي" السكرتير الثالث في السفارة السعودية في بانكوك خارج منزله. وبالمقابل تمّ القبض على مجموعة من الكويتيين والسعوديين الشيعة التابعين ل"حزب الله الكويتي" أثناء قيامها بتهريب المتفجّرات إلى المملكة في يوليو 1989، ووضعها في محيط "المسجد الحرام" بمكّة، وفي سبتمبر من ذلك العام، تمّ إعدام 16 كويتيا و4سعوديين لضلوعهم في تلك المؤامرة، الأمر الذي دفع بكل من حزب الله السعودي، وحزب الله الكويتي للدعوة إلى الانتقام في مؤتمر صحفي عقداه في بيروت، حيث كان بإمكان ممثليهما التحدث بحرية تحت حماية راعيهما، حزب الله اللبناني. وغيرها من العمليات مثل تفجير أبراج الخبر سنة 1996،والذي أسفر عن مقتل 19 جنديا أميركيا، وسقوط عدد غير محدد من المدنيين السعوديين في حديقة مجاورة، وإصابة 372 أميركيا بجروح متفاوتة، وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي أن ايران هو المسئول عن العملية، وأن عناصر من حزب الله السعودي نفذته، ووجهت التهم ضد 13 عضوا من الحزب السعودي وأحد عناصر حزب الله اللبناني المجهولين. وحديثا تحركت "قوة القدس" التابعة لجيش حرس الثورة لتنفذ مخططات النظام الإيراني ضد المصالح السعودية، والتي استهدفت المسؤولين في الخارج، ففي مايو 2011، أطلق عملاء إيرانيون النار على دبلوماسي سعودي آخر في كراتشي وأردوه قتيلا، الأمر الذي شكل إنذارا لمؤامرة تفجير المطعم في واشنطن، التي كان قد سبق التخطيط لها آنذاك، وفي يونيو 2012، اعتقلت السلطات الكينية مواطنَيْن إيرانيَيْن، قيل إنّهما عميليْن من قوة القدس، يُعتقد أنهما كانا يخططان لشن هجمات على أهداف أميركية أو بريطانية أو سعودية في كينيا أو أيّ مكان آخر في أفريقيا. ومؤخرا جاءت عملية تفجير المسجد الأخيرة لتؤجج التوترات الإقليمية المشتعلة حول دعم الرياضوطهران للعناصر الفاعلة المتنافسة في لبنان وسوريا والعراق، فالقيادة السعودية للائتلاف الذي يستهدف المتمردين الحوثيين في اليمن، مفاجئة صادمة لإيران، ففي 13ابريل الماضي قال نعيم قاسم "حزب الله لا يمكن أن يكون صامتا إزاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها السعودية في اليمن"، وهو الأمر الذي يمكن تفسيره بالتفجير الأخير.