فتحت سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر الطريق تجاه الصحراء السورية الممتدة من محافظة حمص، وسط حيث تدمر، حتى الحدود العراقية شرقا، الأمر الذي يثير مخاوف سكان الصحراء من البدو الرحل . وبسيطرة داعش على تدمر بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا، وقال مدير المرصد السوري "رامي عبدالرحمن" أن عناصر داعش "انتشرت في كل انحاء المدينة بما فيها المنطقة الاثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها". وتحدث الناشط "محمد حسن الحمصي" من سكان تدمر لوكالة الأنباء الفرنسية عن "انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر". وكان التنظيم قد بدأ هجومه في اتجاه مدينة تدمر قبل أسبوعين وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الايام الماضية بينها بلدة السخنة وحقلان للغاز وسط معارك ضارية مع قوات النظام، وتمكن من دخول المدينة بعد ظهر امس الخميس، وتقدم فيها سريعا، وكان سجن تدمر والمطار العسكري وفرع البادية للمخابرات العسكرية آخر المواقع العسكرية التي دخلها التنظيم ليلا، ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر الذي وصفه الناشط محمد الحمصي على حسابه على موقع "فيسبوك" ب"القبر الكبير"، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد. وبحسب المرصد، اسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية ايام عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا بينهم 49 اعدموا باطلاق النار عليهم او بقطع رؤوسهم لاتهامهم ب"العمالة مع النظام"، و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم داعش. ويثير دخول التنظيم الجهادي الى المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم ان دمر وجرف مواقع وقرى اثرية في سورية وفي العراق خصوصا بينها آثار الموصل ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان. وكانت تدمر قبل اندلاع الازمة السورية في 2011 الوجهة الاساسية للسياح في سورية، اذ كان يزورها سنويا اكثر من 150 الف سائح. وقالت مها قندلفت، المسؤولة في شركة أدونيس للسفر والسياحة، وهي من ابرز الشركات في القطاع السياحي السوري، لوكالة الأنباء الفرنسية "كانت مكاتب السياحة العالمية تطلب ادراج تدمر على رأس المعالم الاثرية في برامج الرحلات". واضافت "كانت حجوزاتنا في المنشأة السياحية التي تملكها الشركة في تدمر كاملة لمدة عام، ما كان يضطرنا الى الحجز في فنادق اخرى في المدينة". وفتحت السيطرة على تدمر الطريق للتنظيم على الصحراء السورية حيث لا يزال النظام يحتفظ ببعض المواقع العسكرية بينها ثلاثة مطارات عسكرية "س 1" و"س 2" ومطار تيفور العسكري. وقال عبدالرحمن "بات التنظيم بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من الصحراء السورية يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسورية"، اي ما يوازي نصف مساحة البلد، وان كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.