طالبت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم بإيجاد حل سياسي للأزمة الحالية في مالي، حيث يسيطر متمردون طوارق ومتشددون إسلاميون من جماعة أنصار الدين على الجزء الشمالي من البلاد. وأكد جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الأفريقية على دعم بلاده لجهود المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) التي تقترح التدخل عسكريا لتهدئة الوضع في مالي، مشددا على ضرورة أن يتم التخطيط بعناية لهذا الاقتراح. وأوضح كارسون إن التركيز يجب أن ينصب على تحقيق الاستقرار في جنوب مالي أولا قبل التفكير في تدخل عسكري لاستعادة الجزء الشمالي من البلاد، مشيرا إلى أن الجيش المالي لا يملك قوة فعالة حاليا بعدما خسر نحو نصف عتاده العسكري وغادر شمال البلاد. ودعا كارسون إلى إجراء انتخابات في مالي بحلول شهر مايو من العام المقبل وهو تاريخ انتهاء ولاية الحكومة، متعهدا بأن تعمل بلاده على تكثيف تعاونها مع الزعماء المنتخبين. يأتي هذا بعد يوم واحد من إعلان مقاتلين إسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة سيطرتهم على النصف الشمالي من مالي. يذكر ان مالي التي كانت تعد لفترة طويلة من أكثر الديمقراطيات استقرارا في غرب أفريقيا، فريسة للاضطرابات منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام أمادو تومانى توريه في 22 مارس الماضي، وقوبل بإدانة دولية واسعة النطاق ما شجع متمردي الطوارق على السيطرة على نصف أراضي البلاد في مسعى لإقامة دولة لهم في الشمال، وقاد هذا الانقلاب ضباط من رتب منخفضة ومتوسطة غاضبين من أسلوب الرئيس أمادو توماني توريه في التعامل مع التمرد الذي يقوده الطوارق.