بمناسبة مرور عشر سنوات على الأزمة المالية العالمية، يتطرق حسن عبد الله، رئيس البنك العربي الإفريقي الدولي، في مقال على هيئة سؤال وجواب عن أهمية صياغة مبادئ الصيرفة المسؤولة والتي تركز على الأدوار والمسؤوليات التي تقع على عاتق البنوك من أجل تمويل وصناعة التمويل المستدام والتى تتوافق مع الأهداف المتفق عليها عالميًا والمذكورة في اتفاقية باريس للمناخ ومع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (UN Sustainable Development Goals) . وقال عبد الله أنه من المقرر إطلاق مسودة لتلك المبادئ العالمية خلال اجتماع المائدة المستديرة للمبادرة المالية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة (UNEP FI Global Roundtable) لعام 2018 والتي ستقام في نوفمبر القادم في فرنسا. ولا تختلف تلك المبادئ كثيرًا عن مبادئ المسئولية فى الاستثمار والتأمين ، والتي تم الإعلان عنها في عامي 2006 و2012 على التوالي. وقال عبد الله أنه من المؤسف أن قطاع البنوك قد تأخر في إدراكه لأهمية مبادئ الاستدامة ووضعها على رأس أولوياته . وأعد صياغة مبادئ الصيرفة المسؤولة حوالي 28 بنك عضو في المبادرة المالية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة ممثلين من 5 قارات، وكان قد تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات فرعية,وهىإطار المسائلة، وتوجيهات تنفيذية، ومشاركة المجتمع المدني، والاستشارة، والاتصال. وأشار عبد الله أن البنك العربي الإفريقي الدولي وبنك بيريوس يترأسان مجموعة التوجيهات التنفيذية داخل مبادرة برنامج الأممالمتحدة . وقال عبدالله أن التحدى الأكبر الذى يواجه القطاع المصرفي لتطبيق مبادئ الصيرفة المسؤولة والدمج بين مبادئ الاستدامة والعمليات المصرفية تعد يتمثل في تغيير وجهات النظر والفكرة التقليدية المتداولة، حيث كان تعلّم الممولون على مدار فترة كبيرة أن المؤشر الوحيد لنجاح المصرف هو تحقيق الربح متغاضين عن دورهم الاجتماعي والبيئي، لكن تلك الطريقة لن تؤدي إلى تحقيق النمو المستدام، لذلك فالمصرفيون بحاجة إلى بناء القدرات واتباع سياسات سليمة. وقال عبد الله أن البنك العربى الافريقى الدولى أطلق في عام 2014 منتدى (مستدام)، وهو أول منتدى لتفعيل وترويج التمويل المستدام في مصر والشرق الأوسط من خلال بناء القدرات وسياسات التوعية والترويج لمنتجات وخدمات مستدامة. وتطرق عبد الله عن تجربة البنك العربي الإفريقي الدولي المليئة بالنجاحات والتحديات في مجال التمويل المستدام، حيث كانت البداية التأكيد على إلتزام البنك والعاملين به من أجل تحقيق النمو. وبدأت رحلة البنك في عام 2003 عندما أدرك عبد الله والعاملين بالبنك أن النجاح لا يمكن أن يعتمد على مجرد أرقام مالية فقط، وإنما الإيمان بأنهم جزء من النظام البيئي، وبالتالي التأكيد على العلاقة الوثيقة بين النمو الاقتصادي ودور البنك الاجتماعي والبيئي والحوكمي. لذلك، عكف البنك منذ ذلك الوقت على العمل على تحقيق النمو الشمولي . وقال عبد الله أن رحلة البنك بدأت في عام 2003 في الأعمال الخيرية الاستراتيجية، حيث دأب البنك على دمج دور البنك البيئي والاجتماعي والحوكمي في أنشطته وعملياته المصرفية، مشيرًا إلى أن البنك العربي الإفريقي الدولي هو أول بنك في مصر يتبنى الميثاق العالمي للأمم المتحدة في عام 2005 بالإضافة إلى انضمامه إلى المبادئ الاستوائية في عام 2009، ليكون البنك الأول يقدم تقييمات المخاطر الاجتماعية والبيئية في عمليات الإقراض، وكذلك انضمامه أيضًا إلى المبادرة المالية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة (UNEP FI Global Roundtable) في عام 2018. وأكد عبد الله على ريادة البنك العربي الإفريقي الدولي حيث يعد أول بنك يقوم بإصدار تقرير الاستدام بشكل سنوي وفقًا لمبادئ الإفصاح العالمية GRI، كما يعد البنك من المؤسسين لشبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في مصر والتي تعمل على تحقيق مبادئ التنمية المستدامة في مصر. وأشار عبد الله إلى تركيز البنك بشكل خاص على ترويج خدمات ومنتجات التمويل المستدام، وفي هذا الإطار، كان البنك رائدًا في تمويل مشروعات الطاقة النظيفة والعمل على تحقيق الشمول المالي، وقام في عام 2017 بتمويل مشروع "بنبان" والذي يعد أكبر تجمع لمحطات طاقة شمسية بنظام الخلايا الفوتوفولطية بدون تخزين على مستوى العالم. وفي نفس العام، أطلق البنك شركة "سندة" للتمويل المتناهى الصغر، والتي تختص بتوفير التمويلات للشركات منتاهية الصغر والصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وعملاء البنك من أصحاب الدخول المنخفضة. ومع إطلاق منتدى مستدام في عام 2014 تمكن البنك من تحقيق حلمه للعمل على تشجيع القطاع المصرفي للمضي قدمًا نحو التمويل المستدام. وتحدث عبد الله عن سعادة البنك بحصوله على جائزة أفضل بنك فى مجال التمويل المستدام بالشرق الأوسط لعام 2018 من مؤسسة «اليورومنى» العالمية، والتي تأتي تتويجًا لجهود البنك الحثيثة لتحويل القطاع المالي في مصر لخدمة كافة أصحاب المصلحة. ووصف عبد الله مبادئ الاستدامة بكونها اتجاه عالمي يأتي في مقدمة خطط الحكومات والمؤسسات المالية والجهات الرقابية حول العالم، وهو ما يمثل مجموعة من التحديات والفرص بالنسبة للقطاع المصرفي، لذلك شارك البنك العربي الإفريقي الدولي في الدراسة الصادرة عن مجموعة العشرين حول التمويل الأخضر في عام 2016، كما استعرض في نفس العام البنك تجربته ورؤيته في مجال التمويل المستدام في مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي بمدينة مراكش بالمغرب. وأنهى عبد الله المقال بالتأكيد على مساعي البنك ليكون جزءًا من الحراك العالمي لتحقيق التمويل المستدام، حيث كما أكد سابقًا على مشاركة البنك في صياغة مسودة مبادئ الصيرفة المسؤولة مع 27 بنك عضو في المبادرة المالية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة.
