انتهت فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية في دورته الثامنة عشرة الذي تضمن 39 حفلاً غنائياً أقيمت علي أربعة مسارح بين القاهرة والأسكندرية أحياها تسعة عشرمطرباً ومطربة الكم الأكبر منهم تغني بأغنيات وقصائد من ألحان الأجيال السابقة عليهم وكان حفلا الختام والذي أحياهما في القاهرة علي الحجار والاسكندرية مدحت صالح لها وقع أكبر من حفل الافتتاح الذي بدا باهتا بشكل ملحوظ. تسعة عشر مطرباً ومطربة شاركوا في فعاليات هذه الدورة فمنهم من حاول التجديد ومنهم من كان يكرر ما تغني به في الدورات السابقة ومن العازفين الذين شاركوا في دورة هذا العام للمهرجان عازف العودالعراقي نصير شمة بعد غيابه سنوات طويلة عن المهرجان بالرغم من أنه ابن له، عازف البيانو عمرو سليم، عازف الكمان اللبناني جهاد عقل الذي يقدم العزف علي الطريقة الاستعراضية التي تتناسب مع مسارح أخري وليس مسارح دار الأوبرا المصرية، وأيضا عازف العود العراقي عمر بشير، عازف التشيلو عماد عاشور وهي المرة الأولي التي يقدم فيها ضمن حفلات المهرجان عزفا منفردا لهذه لآلة وقد كان آداء عاشور رائعا. أماعازف الكمان الطفل مؤيد صبحي من الأردن والذي تنبأ له كل من استمع له بمستقبل عظيم في مجال الموسيقي. وكان لفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة في هذه الدورة تواجد ملحوظ من خلال الفرقة القومية لأغاني الأطفال بقيادة حمدي رؤوف، وفرقة المنوفية للموسيقي العربية قيادة أكرم سمير. تبرز لنا عدة سلبيات في حفلات المهرجان منها تجاهل تقديم فلكلورمنطقة الخليج والمغرب العربي، تجاهل المطربين والمطربات لقالبي الموشح والدوروالديالوج وماتغني به خالد سليم مع كل من محمد الحلو وريهام عبد الحكيم لا يعد ديالوجاً غنائياً وانما طقطوقة يغنيها اثنان. الفرق الموسيقية التي شاركت في حفلات المهرجان جميعها من مصروتقدم التراث المصري فقط واذا استمر الحال علي ماهو عليه علينا أن نغير أسم المهرجان من الموسيقي العربية الي الموسيقي المصرية لأن لكل قطر عربي موسيقاه الخاصة والذي ينبغي أن تقدمها حفلات المهرجان. فاز في مسابقة المهرجان التي تقام علي هامش المهرجان والتي كان موضوعها التقاسيم علي الآلات الموسيقية كل من الطفل الأردني مؤيد صبحي علي آلة الكمان بالمركز الأول، واسلام السيد من مصر علي العود بالمركز الثاني، وبالمركز الثالث السوري تمام نزيه علي العود أيضا، كما منحت اللجنة التي تكونت من المايسترو سامي نصير مقررا، والأعضاء محمد جمال من البحرين، المايسترو المغربي صلاح الشرقاوي، الاماراتي عيد الفرج، وعازف الكمان المصري سعد محمد حسن شهادة تقدير خاصة لعازف الكمان التونسي أنيس القليبي وسلمت لهم الجوائزالمادية والتقديرية علي مسرح دار الأوبرا بالقاهرة في حفل الختام. أما حلقات النقاش التي تنعقد تحت مسمي المؤتمرلاقت اهتماما خلال الثلاثة أيام الأولي فقط، حيث نوقش فيها أوراق عمل حول محور غياب النقد الموسيقي المتخصص مابين التقويم والتقييم وأول ما أخذ علي هذا المحور هو عنوانه حيث أجمع الباحثون أن فعل التقييم سابق علي التقويم وأنه كان ينبغي توخي الدقة في عنوان هذا المحور، وفي هذا المحور تحديدا تعرض غالبية الباحثين الي عرض مشكلات العملية النقدية والفرق مابين الناقد والصحفي وماينبغي أن يمتلكه الناقد من أدوات تمكنه من النقد تاركين الحلول التي من شأنها الارتقاء بالنقد الموسيقي في الوطن العربي. أما المحور الثاني فدار حول أساليب تطوير التعليم الموسيقي العربي وأنشطته عند الطفل ودار منبر هذا العام حول توثيق أعمال الشخصيات من القرن العشرين وما حققوه من أعمال خاصه بالمخطوطات. اللافت للنظر أن كتيب المهرجان لم يذكر فيه العديد من الباحثين المتقدمين بأوراق عمل، شارك في جلسة التوصيات كل من أ. د كفاح فاخوري من الأردن أ. د. آمال مختار، عبد العزيز بن عبد الجليل من المغرب ونحن كموسيقيين نأمل أن تفعل توصيات المهرجان في السنوات القادمة.