العديد من المشاهد السياسية وقعت في مصر الأسبوع الماضي وحفلت بأحداث دامية لايعرف أحد - كالمعتاد- من يقف وراءها؟! ولكن أي مواطن يمكن أن يرصدها بسهولة. المشهد الأول: »اشتباكات دامية وسقوط قتلي وجرحي وتأخر إتخاذ القرارات السريعة لمنع إراقة المزيد من دماء المصريين.. فالكل وقف متفرجا لعدة أيام في ظاهرة تحدث لأول مرة.. المشهد الثاني: »أنا سلفي.. ولكن والله أنا مش هنتخب السلفيين ولا علاقة لي بهم«.. هذا ماقاله أحد ضيوف الفضائيات. المشهد الثالث: شاب من أبناء الثورة: ».. أنا أبويا إخواني، وأمي من الإخوان.. لكن بعد اللي حصل.. أنا بتبرأ منهم إلي الأبد«.. المشهد الرابع: شاب آخر: ».. الإخوان ضحكوا علينا، وسابونا ننضرب بالرصاص لوحدنا«.. المشهد الخامس: شاب إسمه أحمد من شباب الثورة كان ضيفا علي الزميل وائل الإبراشي علي قناة دريم.. وعد المتحدث الرسمي للإخوان المسلمين علي الهواء - في تحد سافر- بأن الإخوان لن يفوزوا بأي مقعد في البرلمان«..»!!« المشهد السادس: إختفاء غالبية الأحزاب مثل الوفد والتجمع وساويرس وغيرها ومعظم الليبراليين والعلمانيين من الميدان. المشهد السابع: خبر نشر بجريدة »المصري اليوم« جاء فيه: »اليوم.. في الأسواق العدد الأول من جريدة الرحمة.. انشرها تؤجر« رسالة استقبلتها الهواتف المحمولة للإعلان عن صدور العدد الأول من الجريدة التي تتبع قناة الرحمة الفضائية التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ محمد حسان..«، ويستطرد كاتب الخبر: »الدعاية للجريدة الجديدة اعتمدت علي أسلوب الترهيب باستخدام عبارات من عينة »انشرها تؤجر«..! هذه المشاهد فضحت النوايا، سواء في الحكومة السابقة أو بين بعض التيارات العلمانية التي توارت خلف بعض - وليس كل- شباب الثورة الذين تصدوا للمشهد الدامي وحدهم تقريبا.. وكانت كل المشاهد في إتجاه واحد، تصب في تخوين الإسلاميين بكل طوائفهم! بينما لم نجد من يلوم أي ناشط علماني من الذين افترشوا شاشات الفضائيات ليل نهار، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم! ونسي »الأخ أحمد« أن يقول كيف يمكنه حرمان أي حزب من الفوز ولو بمقعد في البرلمان؟ إلا إذا كانت لديه معلومات مؤكدة عن إلغاء الانتخابات وهي الفرضية الوحيدة التي تمكنه من تحقيق وعده. أما كاتب خبر جريدة الرحمة، فمن الواضح أنه لاهم له إلا تخويف الناس من أي مطبوعة إسلامية، حتي ولو كتب كلاما غير منطقيا. فالزميل للأسف لايعلم الفارق بين الترهيب والترغيب، بالرغم من أن أي تلميذ في الروضة يعرف جيدا الفارق بينهما.. ولكنه الغرض! إن نجاح الثورة لن يتحقق إلا بالتفاف الشعب كله خلف هؤلاء الشباب، ولكنهم يجب ألا يغفلوا أن الثورة التي أشعلوا شرارتها، حققت هدفها الأول بتكاتف كل الشعب معهم.. »وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين«َ.