"صورة..صورة..صورة..كلنا كده عايزين صورة" اذا كنت سمعت هذه الكلمات تردد اثناء ثورة 25 يناير وبعد أن اتفق كل فئات الشعب المصري علي مطلب واحد فهناك فئة لم تظهر بالصورة لأنهم برة الصورة ويدخلون في اطار آخر يسمي بإطار البلطجية ومثيري الشغب ولكن المورد الثقافي الذي وقف علي مسرحه بالازهر بارك كبار فنانين مصر والعالم العربي فكر أخيرا في دعوة هؤلاء الذين "برة الصورة" ليدخلوا بها وسط جمهور المسرح من طلبة الجامعات المصرية والاجنبية وبجانبهم شباب الدرب الاحمر والمطرية والدويقة والسيدة عائشة لتصل الرسالة لأن كل الناس بالمزيكا فقط وسموا هذا المهرجان باسم برة الصورة والذي كان لمدة يومين اولهما الخميس الماضي والذي كان ابطاله عمرو حاحا وفيجو والسادات، ويوم السبت الذي كان نجومه علا نجمة المنصورة وإسلام شيبسي، في البداية تكلمنا مع اشرف قناوي -مدير مسرح الجنينة الذي قال: احنا كمسرح لازم نقدم كل انواع المزيكا حتي هذا النوع منها وهو فن موسيقي الشوارع الشعبية وللعلم كل الشباب الحاضرين للحفل سيدعون لي كلهم لأن بعد كل هذا الرقص والطاقة سيعودون لبيوتهم وينامون ويصحون يوم الجمعة مرتاحين جدا بعد أن اخرجوا كل الكبت الذي كان بداخلهم في الرقص والفكرة اصلا لبسمة الحسيني مديرة المورد الثقافي واخترنا اسم "برة الصورة" لاننا اخترنا ناسا ليسوا معروفين واختيارنا لهم جاء عن طريق مشاهداتنا لاغانيهم علي اليوتيوب ورأينا انهم يتكلمون عن الفقر والقهر والسياسة بلسان شعبي وبسيط ومحبب للناس اكثر من السياسيين نفسهم وفتحي سلامة حضر الحفل الاول وطلب مني عمل مشروع معهم وللعلم كل واحد من هؤلاء الشباب نجم في منطقته لا يقل نجومية من نجوم المزيكا ويكفي انهم فنانون بدون دراسة للمزيكا ولا دخول اكاديميات والتعاون معهم كان في منتهي السهولة فهم كانوا هايلين ومتعاونين جدا ومحتاجين الفرصة والدعم وسواء اختلفنا او اتفقنا فهم موجودون معنا، ولدي المورد الثقافي مشروع مدرسة الفنون بالدرب الاحمر وعندما ذهبت هناك وقلت لهم إن عمرو حاحا هيغني في الحفلة كانت سعادتهم لا توصف لانه نجم بالنسبة لهم وخرجت الحفلة بهذا الشكل الانساني، فالجميع رقصوا معا بدون فروق وألغيت فكرة أن المسرح للصفوة فقط. وعن الاجراءات الامنية الذي وضعها المسرح لاستقبال هذا الخليط المختلف من الشباب قال اشرف: الحمد لله لم يحدث اي حادث او مشكلة رغم انني كثفت افراد الامن بدلا من 8 أصبحوا 16 ولكن اليومين مرا بسلام وبدون مشاكل. أما السادات احد نجوم اليوم فقال: كنا متوقعين الناس الكثيرين الذين جاءوا اليوم خاصة بعد حفلة لندن التي صنعت شهرتنا علي اليوتيوب وقامت بتعريف الناس علينا واذا كنا استطعنا أن نجعل الاجانب يرقصون فمن حق ولاد بلدنا أن يسمعونا ويرقصوا معنا، غير ذلك اري اننا نستحق هذه الفرصة لاننا نقوم بعمل مزيكا beat شعبي وهي اول مرة تسمع في مصر وميزتها أنه من الصعب أن تسمعها ولا تستطيع الحركة معها أو تقاومها يمكن اكثر من التكنو والترانسات التي يرقص عليها الشباب، وعن خبرتهم في المزيكا قال السادات: نحن أصلا لسنا متعلمين والمتعلم فينا هو فيجو وخبراتنا كلها جاءت بالممارسة ورغم سننا الصغير إلا أننا من نجوم المطرية حيث تقاس شهرة أي فنان شعبي بعدد الناس التي تقوم بحضور الافراح اللي نحييها والناس الذين احضروا لنا فرصة سفرنا للندن لنغني في اشهر ميادينها الهايد بارك حضروا لنا فرحا في المطرية ورأوا كم الناس التي جاءت لتسمعنا وترقص علي اغانينا وهي الصحفية نوف التي قامت بتنزيل الفرح الذي حضرته لنا وساعدتنا في السفر للخارج . وعن اشهر اغانيهم يقول: اغنية "المعاملة" و" ثورة الغضب" و"خد يالا" وكل الناس التي بتحبنا وتعرفنا عارفة اغانينا لكن الذي لم اتخيله أن الشباب المحترمة الذين حضروا لنا الحفلة الليلة يحبون اغانينا ويرقصون عليها ايضا. اما علا نجمة المنصورة التي غنت يوم السبت فقالت: انا عمري 15 سنة لكني اعمل في المزيكا من 5 سنوات واغني الرتم الشعبي الذي يشبه لون امينة وهدي ومنار محمود سعد لكن شهرتي لم تتعد المنصورة بلدي ولذلك وافقت عي الفور عندما كلمني استاذ اشرف قناوي وطلب مني المشاركة في المهرجان واحببت الجمهور جدا واحببت تواصلهم مع الاغاني الخاصة بي ورغم عمري الفني الصغير فلي تجربة ألبوم اسمه "سوق البشر" . ومن الجمهور تكلمنا مع احمد عوض -مخرج منفذ- الذي قال: حضوري للحفل لا يرتبط بعملي ولكني من معجبي عمرو حاحا والسادات ورأيت الفيديو الخاص بهم في لندن واري أن فكرة عمل حفلة لهم بمسرح الجنينة هايلة فالجميع رقص ولم يفكر احد في شكل ومستوي من يقف بجانبه ومن الاخر يوم بجد جامد. اما سارة حسين-احد الجمهور-فقالت: انا طالبة في ثانوية عامة لغات ولكني عرفت فيجو وحاحا من خلال فيديو لهم علي النت وعندما علمت بالحفل قلت لاصدقائي واتفقنا نحضر الحفل لكي نهرب بعض الوقت من كابوس المذاكرة واعجبتنا فكرة الحفل واحسسنا فعلا اننا اخرجنا طاقة فظيعة بحركتنا علي الاغاني الشعبية اكثر من المزيكا الغربي والترانسات.