في أجواء الربيع العربي أو الثورات العربية المندلعة، عقد الاتحاد العام للآثاريين العرب مؤتمره الرابع عشر بالقاهرة من 15-16/10 تحت رعاية جامعة الدول العربية وأمينها العام د. نبيل العربي، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" التي تعمل في نطاق جامعة الدول العربية. جاء اليوم الأول بمقر جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة ملهما لجموع الآثاريين. وبعد الكلمات الافتتاحية التي ألقاها القائمون علي تنظيم المؤتمر من مصر أ.د. علي رضوان رئيس المؤتمر وأ.د. محمد الكحلاوي نائب رئيس المؤتمر وأمين الاتحاد العام للآثاريين العرب، وأ.د. يوسف الأمين، والأمين العام للمجلس الأعلي للآثار بمصر، ومندوب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي ألقي كلمة د. نبيل العربي، وممثلة منظمة الألكسو د. حياة قطاط، وممثلو الوفود العربية، كرم المؤتمر عددا من الآثاريين علي رأسهم الدكتورة سائدة عفانة من جامعة مؤتة بالأردن، ود.سلطان مطلق محمد الباحث بإدارة الآثار والمتاحف بالكويت، ود. عبد المنصف سالم من جامعة حلوان بمصر وقد حصلوا علي جائزة الاتحاد العام للآثاريين العرب للتفوق العلمي لشباب الآثاريين. وفاز بجائزة د. محمد صالح شعيب لخدمة التراث أ. هشام عبد العزيز، وفاز بجائزة أ.د. تحفة حندوسة لرعاية الآثاريين أ. محمد عبد الرحمن من المجلس الأعلي للآثار بمصر لإعادته ثماني عشرة قطعة أثرية كانت قد سرقت أثناء الثورة المصرية. وفاز بجائزة الاتحاد للجدارة العلمية د. عدنان بن محمد بن فايز الحارثي الشريف، ود. عبد المنصف سالم. وفاز بجائزة الاتحاد التقديرية كل من أ.د. حسام الدين عبد الحميد محمود أستاذ الترميم بجامعة القاهرة ، وأ.د. أحمد عبد القادر الصاوي أستاذ علم المصريات بكلية الآداب جامعة سوهاج ، وأ.د. رائف يوسف محمود نجم وزير الأوقاف والأشغال الأسبق بالمملكة الأردنية. كما فاز بجائزة درع الاتحاد أ.د. ناهض عبد الرازق دفتر القيسي، أستاذ الفنون الإسلامية والمسكوكات بالعراق. و قد عقدت في اليوم الأول جلسة عامة لجميع المشاركين بالمؤتمر لمناقشة الآثار العربية في ظل الثورات العربية والأوضاع السياسية بالمنطقة العربية. وناقش المؤتمر وثيقة القدس التي وقعها المشاركون في مؤتمر الاتحاد الماضي بليبيا في أكتوبر 2010، والتغيرات التي حدثت بعد هذا في المنطقة العربية. كما ناقش المشاركون كيفية مساندة الدول في الحفاظ علي آثارها وتراثها الحضاري في ظل الأحداث الأخيرة. وألقت د. فاطمة جان أحمدي من إيران محاضرة عامة عن خطر تدمير الآثار التاريخية في الثورات وآليات علماء الآثار في المحافظة عليها. وعلي مدي يومين، قدم أكثر من مائة وعشرين باحثا وباحثة من المنطقة العربية، أبحاثا في مجالات الآثار والترميم في الفترات التاريخية المختلفة من القديم للأحدث. وقد قسمت جلسات اليوم الثاني علي عدة قاعات منها قاعة للآثار القديمة، وأخري للآثار والحضارة الإسلامية والترميم، وثالثة للآثار اليونانية والرومانية. ومن الأبحاث التي قدمت بحث عن التجريب في علم الآثار البحرية للدكتور عماد خليل من مصر، وفيه تناول عمل نماذج لبعض المراكب التاريخية، وبحث عن طراز الواجهات المعمارية المصورة في شواهد القبور القبطية للدكتورة سماح محمد الصاوي إبراهيم من مصر. وكانت هناك مجموعة من الأبحاث التي تركز علي تأثيرات فنية ودينية بدول أخري مثل بحث د. نشأت الزهري عن منظر فريد من جبانة البجراوية في السودان يتضمن تقديم شكل الصليب لأوزوريس يخرج من زهرة اللوتس، وبحث د. راندا بليغ عن التأثيرات المصرية في مباني البتراء بالأردن ورموز إيزيس وأوزوريس، وبحث د. محمد إسماعيل أبو العطا عن وحدة الكورنيش المصري الزخرفية في واجهات مقابر مدائن صالح بالجزيرة العربية، وبحث د. سامح فكري طه عن تمثال محمد علي بمدينة قولة باليونان. بالإضافة للأبحاث اللغوية مثل بحث د. عبد المنعم مجاهد عن الغضب في ضوء النصوص المصرية القديمة الذي تعرض فيه لأنواع المخصصات المستخدمة للتعبير عن الغضب. وقد أصدر المؤتمر عدة توصيات خاصة بالتضامن لحماية آثار الدول العربية حتي لا تمحي من الوجود مما يسهل تزييف التاريخ في غياب القطع التي تثبت أحداثا معينة أو تقدما علميا أو فنيا. وتعرض المؤتمر لذكر متحف العراق الذي سرقت منه سبعة آلاف قطعة، وأهمية استردادها وتلافي مثل هذه الكارثة في المستقبل. كما تم الكلام عن آليات اختيار أعضاء مجلس إدارة الاتحاد. ومن ضمن التوصيات يوصي المؤتمر بمخاطبة اليونسكو بالحفاظ علي الآثار الإسلامية بالقدس، وتشكيل لجنة لتقصي موقف الآثار المتضررة بليبيا، وأن يقوم المؤتمر بمخاطبة اليونسكو لعمل مسح لوضع الآثار بعد الثورات العربية، وبالتعاون مع جميع الدول العربية، خاصة البعيدة منها، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات للآثار وتشجيع الدول العربية علي استضافة المؤتمر في السنوات المقبلة. كما أضيفت توصية للمؤتمر بإنشاء صندوق من أموال الدول العربية للإنفاق علي الآثار العربية يتبع جامعة الدول العربية.