في الأسبوع الماضي ، التقي وزير الزراعة الدكتور أيمن فريد أبو حديد المواطن محمود أبوالنجا ليبلغه أنه قام بشراء كرتونة طماطم من أحد الأسواق المصرية مدون عليها ( طماطم شيري) ذات منشأ إسرائيلي !! ، كما أبلغه عن أماكن تخزين الطماطم في الإمام الشافعي وسوق العبور وسوق البلح . وبناء علي تكليف السيد الوزير تم تحويل الثمار إلي المعمل المركزي لتثبت التحاليل سلبية العينة واحتوائها (!!) علي متبق من مبيد الملاثيون بنسبة أقل من حدود التقدير المسموح به وبناء عليه فالعينة مقبولة. (الأهرام 24.6 ) . من ناحية أخري نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ما تردد عن استيراد الدولة لثمار طماطم من إسرائيل !! وعندما سأله أحد المواطنين وهو علي شاشة التليفزيون قائلا : إنه وجد في السوق طماطم من العدو الصهيوني ، فلأية جهة يمكن أن يتوجه ليبلغ عن ذلك ؟ رد السيد الوزير قائلا : ما تشتريش منها وخلاص يا أخي!!!!!!! مما ذكرني بما قاله يوما ما ( الرئيس المؤمن الذي فتح أبواب الخرابة علي مصراعيها أمام اللصوص) منذ حوالي 40 عاما ، في قضية " فضيحة الفراخ الفاسدة " التي استوردها المحروس من العين توفيق عبد الحي ، وأكلها الشعب ، قال المؤمن - الله يرحمه -- في خطابه الرسمي : الحمد لله إن ما حدش مات !!! هل مثل هذا الرد يمكن أن يأتي علي لسان رئيس دولة أو وزير حكومة ثورية أو غير ثورية مسئول؟ أول القصة وهنا لابد وأن نعود باختصار لأصل القصة وبطلها يوسف أمين والي وزير الزراعة الأسبق ، الذي كان يجلب إلينا خبراء الزراعة من إسرائيل ليعلموا المصريين - أول من زرع في تاريخ الإنسانية - الزراعة ، ويرسل أولادنا إلي هناك ليزدادوا خبرة !! ويقومون بالمشاريع البحثية الثلاثية: مصر وإسرائيل تحت إشراف وتمويل أمريكا ، وأرض النوبارية مازالت ملوثة بأقدامهم . ورغم كل ذلك برأت محكمة جنايات الجيزة والي في "قضية المبيدات" المسرطنة ، بينما حكمت المحكمة بالسجن سنوات عديدة علي يوسف عبد الرحمن وراندا الشامي مديرة مكتبه ، ووصفت نيابة أمن الدولة القضية بأنها "قضية مركبة ، امتزج فيها سوء الإدارة الجسيم والاستهانة بكل مقدرات الوطن بالسرقة والنهب والتدليس والارتشاء المالي والجنسي واستباحة شرف الوطن ودس السموم في غذاء وماء وهواء الشعب " وأن أغلب قرارات والي قرارات كاشفة للانحراف وأن توقيع الوزير علي شهادات يعلم أنها مزورة يشكل جريمة وإن أي صفات أو سلطات للوزير لا يمكن أن تمكنه من أن يحول عملا غير مشروع إلي عمل مشروع وقد وقع والي علي شهادات التسجيل التي لا تدل علي شيء أكثر من اسم المبيد الذي يراد تسجيله وقد اتضح لمحكمة جنايات الجيزة أن شهادات والي يسودها الزور والبهتان ، وتهيب المحكمة بالنيابة العامة اتخاذ الإجراءات حيالها ". إعادة التحقيق وقد طالب مصطفي بكري في 2011/6/13 بإعادة فتح باب التحقيق في " قضية المبيدات " ونحن في انتظار ما سوف يحدث . نحن لا نسمح لأنفسنا بالطبع أن نشكك قط في نزاهة القضاء المصري بتاريخه العريق مع الحق ، حاشا لله ، ونضم صوتنا إلي صوت مصطفي بكري في ضرورة إعادة فتح ملف التحقيق . نعود للموضوع الذي نحن بصدده ، ونتساءل: بعد كل الذي حدث منذ 25 يناير ومئات الشباب الذين دفعوا حياتهم ثمناً للتغيير المرتجي ، والحلم بالتغيير الذي ما زلنا نحلم به ، يظل الحال علي ما هو عليه ؟ ويستمر التعامل بنفس العقلية الدبلوماسية الهادئة الحكيمة (أو الرخوة ) مع جرائم بهذا الحجم ؟ ومن هذا النوع المنحط ؟ كما لو أنها جرائم تزوير وليست جرائم سياسية بحق الوطن وتاريخه . إن وزارة تأتي بعد هذا التغير الحاد الذي حدث في الواقع بهدف استئصال جميع أشكال الفساد قدر الامكان ، لا يمكن أن تكون وزارة دبلوماسيين . علينا ألا ننسي أبدا ، أن مصر هي العدو الأول للكيان الصهيوني ، وأن الكيان الصهيوني هو العدو الأول لمصر والعرب أجمعين -- باستثناء العملاء -- مهما وقعوا غصبا علي معاهدات هزيلة ومجحفة لم يؤخذ رأي الشعب فيها . إنها معركة طويلة الأجل تحتاج الكثير من الوقت والعمل ، لدحر هذا الكيان العنصري العسكري المتعصب الكريه ، الذي لا مستقبل له ، وفضح كل من وراءه ، والمستفيد من وجوده . هي معركة مستمرة مع مصر وعلي طول الخط، بكل الطرق وعلي كل الجبهات ، بدءا من السلاح الأمريكي عالي التطور حتي السلاح الذري ، مرورا بالحرب الجرثومية والكيماوية والتجسس المستمر الذي لن يتوقف . وهذا طبيعي بين الأعداء ، والتغاضي عن فهم ذلك يمثل رؤية في حقيقتها ساذجة بلهاء، قاصرة و مغرضة ، فالذي يتعامل معهم تجارياً ، يمثل حالة انتهازية نموذجية للرأسمالية الرثة غير المنتجة ، والرضا بدور الخادم الوسيط الذي لا يعنيه سوي جمع المال بأي طريقة ، سواء بائعي الغاز للعدو مروراً ببائعي أرض الوطن وصولاً لمستوردي الطماطم وغيرها من المأكولات والسلع المسببة لأمراض خطيرة. الملاثيون أما بخصوص مادة الملاثيون Malathion التي وجدت في الطماطم بالسوق المصرية " بنسبة أقل من حدود التقدير المسموح به وبناء عليه فالعينة مقبولة " كما يقول المعمل المركزي بمصر (مع الأخذ في الاعتبار بتضارب نتائج التحليل في المعامل المصرية) تقول موسوعة ويكيبيديا Wikipedia انها عبارة عن مادة من الفسفور العضوي تتحول أثناء اتحادها بمواد أخري إلي مادة أكثر سمية ، وتستخدم كمبيد للحشرات بنسبة سمية قليلة نسبياً للإنسان . وعلي عكس ذلك ، فقد أثبتت الأبحاث الحديثة أنها تشكل خطورة بالنسبة للأطفال خاصة ، بينما أكد بوضوح لفيف من العلماء في مركز أبحاث الملاثيون أنه علي عكس ما هو شائع بأن الملاثيون لا خطورة منه مثلما كانت تشيع شركات الصناعات الزراعية وبعض الجهات الحكومية المستفيدة ، أثبت العلماء أن الملاثيون (حتي الجرعات القليلة منه) مادة كيميائية ضارة وليس كما كان يظن أنه لا ضرر منها مجلة Archives in Toxicology, 42:95-106, 1979 وفي مكتب الأمراض الاستوائية بأتلانتا ، جورجيا ، وفي مراكز بحثية عديدة بالولايات المتحدةالأمريكية ، أثبت العلماء بشكل أكيد أن مادة الملاثيون تؤدي عند الأطفال إلي الإصابة بسرطان الدم والأنيميا ، مما يؤثر علي قدرات تحصيل التلاميذ في المدرسة خاصة في الرياضيات والقراءة ،واضطرابات في الانتباه والذاكرة ، وتأخر عقلي طفيف ، وانخفاض معدل ذكاء التلاميذ IQ ، و تأخر في الكلام ، ونقص في حجم الرأس مما يدل علي انخفاض في تكاثر خلايا المخ، واضطرابات في نخاع العظام مما يؤدي إلي نقص المناعة ، وأمراض كثيرة أخري لا يتسع المجال هنا لذكرها ، منشور بمجلة Canadian Medical Association Journal, 92:597-602, 1965 الكندية . كما أن هذه الأعراض تتفاقم مع ارتفاع درجة حرارة الجو في ضوء الشمس نتيجة ازدياد درجة سمية الملاثيون . نكتفي بهذا القدر ونطالب ب : 1- الوقف الفوري لاستيراد أية سلعة من العدو الصهيوني . 2- إغلاق جميع مكاتب الخدم المصريين الذين يتعاملون معهم . 3- المساءلة القانونية للمتعاملين معهم فوراً دون تباطؤ. 4- إعادة فتح قضية " قضية المبيدات المسرطنة " لبطلها المسئول يوسف والي.