الفنان الشاب حسام حسن تواجد كجزء فعال داخل أحداث الثورة ومن خلال لوحاته استطاع أن يعبر بالوسائط المختلفة عن ثورة مصر الكبري ودلالة الحدث بعيدا عن المظهر التسجيلي، موظفا قدراته كفنان من شباب الثورة لتقديم أعمال تعبر بعنفوان وصدق وبوعي كبير عن مدلول الثورة في تكثيف رائع وادراك كبير لأبعاد العمل الفني ودوره في الحشد البصري وتفتيح المدارك الذهنية للمشاهد لذلك اتجهت ولحاته للعمل المفاهيمي CONCEPTUAL ART وأنشأ عمله ما بين الصورة والكلمة فاعتمد علي الصورة الفوتوغرافية كموقع مكاني في زمان معين ذي دلالة مفاهيمية وبين الكتابة بخط اليد كتعليق مجازي للوجود البشري في الحدث وسطح اللوحة الذي انجزه بمعالجات الديجتيال آرت - الوسائط المختلفة علي سطح التوالي «قماشة اللوحة» لتتوالد اللوحة عبر زمن تراكمي في انجازها وقد عرض أعماله ذات المستوي الرفيع في جاليري سفرخان بالزمالك مع اثنين من فناني الثورة هما علاء طاهر وباسم سمير اللذين قدما أعمالا لفن الصورة الفوتوغرافية من داخل الحدث بالميدان وذلك بالتنسيق مع مشرفة الجاليري مني سعيد. وقد استطاع الفنان حسام بموهبة وحساسية عالية وحماسة الانفعال بالثورة أن يقدم في لوحاته مقطعاً من صورة فوتوغرافية يضعها في إطار تفاعلي بصري مع الخلفية داخل حقل متعدد ومتداخل الدرجات اللونية الدرامية والرمزية إضافة إلي ما يكتبه الفنان بخط يده أو هي كلمات جاهزة ملتقطة من موقع الحدث بالتحرير تقدم مفهوماً ذا دلالة لفظية لما قصده الفنان مفاهيميا في حالة من التلاقي بين الصورة والكلمة والمفهوم ومعالجة السطح ليبدو الحدث كأنه متفاعل حي يختفي داخل الأرضية ليظهر أكثر قوة مع تفاعل الكلمات المكتوبة التي هي كشكل دلالي تقع بين المرئي واللامرئي، وليحدث ايقاعاً سريعاً داخل سطح العمل مع كلماته المكتوبة في سرعة والكادرات الفوتوغرافية المسجلة للحظة كأنها نبض سطح قماش اللوحة الظاهر ليخفي وراءه ما يمكننا من الإدراك التام لمدي عنفوان نبض الثورة وايقاعها لكننا لم نبلغ إدراك جوهرها بعد ونجاح الفنان الشاب الموهوب في أن يجعلنا نلمس ونستشعر نبض الثورة وايقاعها يجعل لوحاته من أهم اللوحات التي انجزت للتعبير عن الثورة حتي الآن، وما أكد شدة النبض الذي بدا مدويا في لوحاته لجوؤه لتقنية تجعل سطح العمل أو سطح الحدث كخربشات حادة تجرف السطح الخادع علي جدار زماني مكاني، ومن معناه ندرك الفنان حسام حسن يخمش ذاكرة العقل مستحثا للمفهوم الأبعد قيمة وروعة في حدث الثورة العظيم. وقد بدت اللوحات للمشاهد وكأننا نقرأ تدفق فكر هذا الشباب الرائع للثورة وحسام قد تميز بأن وهبه الله قدرة التعبير كفنان ليعبر عنهم. بامكانيات فنان شاب له قدرة قيادة تحول الصورة من تسجيلي إلي تعبيري إلي ذهنوي مفاهيمي بتحولها الدائم من مقطع لآخر داخل العمل من مباشر إلي غير مباشر محولا سطح الصورة التوثيقي المباشر إلي صورة مناورة لأنها ليست واقعاً بل هي فقط تشير إلي واقع أما التعبير فاعتمد عليه بتقنيته الخاصة المميزة والمناورة تخلع عن الصورة سمتها التوثيقية إلي الدلالة المفاهيمية الأعمق بعدا باكتسابها مفاهيميا مع الكلمة والمحيط وضربات اللون وخربشاته في تفاعل ذكي داخل العمل. وفي أعماله يمكن ادراك رؤية خاصة للصورة الفوتوغرافية التي التقطت في لحظة زمانية معينة أي هي صورة تحمل زمنها الخاص الكامل الذي من خلاله تحددت ملامحها وطوعها الفنان لرسالته الفنية كشيء منفصل متصل متفاعل مع زمنه الخاص ومع زمننا لحظة رؤيتنا للعمل، لندرك أن استخدام مقاطع الصورة في لوحته عملت علي تطوير الفكرة في ذهنه ثم يقدمها ليمتد تطويرها في ذهن المشاهد حول نفس الواقع الذي تقدمه الفوتوغرافيا لتكون الصورة الفوتوغرافية شاهدة علي لحظة والفنان شاهدا علي عصر. هناك دائما أسئلة ستظهر تطرحها الأعمال الفنية حول الثورة ومظهرها وجوهر طاقتها، ومحاولات الفنانين الشباب أراها تحاول إدراك أبعاد عديدة للثورة خلال رؤيتهم للمجتمع والفلسفة والسياسة والدين وتقود اللوحة في هذا الاتجاه لتكون عقلاً سياسياً مبدعاً دون خطب أو مواعظ.