شكل الشباب الغاضب الذي قاد الحركة الاحتجاجية في مصر منذ 25 يناير وحتي الاعلان برحيل النظام هيئة اعلامية بالميدان للتعبير عن"حركة شباب 25 يناير" ،تكونت في اساسها من مركز اعلامي تركز علي ناصية شارع طلعت حرب الشهير وهو احد اهم وأكبر الارصفة الموجودة بيمدان التحرير ،فوضعت لافتة تحمل شعار"المركز الصحفي لميدان التحرير" والذي كانت نواته مجموعة من الصحفيين الذين اختاروا ان يكونوا لسان حال الثورة المصرية.. استطاع هذا "المركز الصحفي" الذي احتشد فيه صحفيون من مختلف الجرائد الحزبية والقومية والخاصة فضلا عن تشكيل غرفة عمليات بنقابة الصحفيين لمتابعة الموقف بميدان التحرير، وتمكنوا معا من التواصل المباشر خاصة في الفترة التي انقطعت فيها خدمات الهواتف المحمولة والانترنت، لكن قرب النقابة من ميدان التحرير سهل عملية التواصل بينهم وبين عمل المركز الصحفي الذي تم انشاؤه، واستطاع الصحفيون من مقرهم بالميدان ان يوفروا المعلومات لصحفيي ومراسلي القنوات الفضائية العرب والاجانب اللذين كانوا يغطون احداث الثورة في الميدان،وهي المبادرة التي اقترحتها الصحفية عبير السعدي عضو مجلس نقابة الصحفيين وترأسها الكاتب الصحفي يحيي قلاش ،وجاءت هذه الخطوة لدحض اي اخبار او انباء مغلوطة وزائفة ولكي تنقل الصورة صحيحة عما يجري بالميدان دون تهويل او مبالغة.. صحيفة "ميدان التحرير" قامت مجموعة من القيادات الشابة داخل الميدان بعمل مبادراة جديدة دعما للمركز الصحفي ،حيث أصدروا صحيفة اسموها "ميدان التحرير" ،ورصدوا فيها وقائع ايام حركة 25 يناير في محاولة لتوضيح وجهات نظر المشاركين في الحركة الاحتجاجية التي بدأت عبر"الفيس بوك" ،الذي تمكن الشباب من خلاله من حشد انفسهم والترويج لأفكارهم واختيارهم ليوم 25 يناير لميدان التحرير لتنفيذ تلك الافكار والرؤي علي ارض الواقع،ثم تلاه موقع"تويتر" الذي لعب دورا كبيرا في تنظيم وادارة القوات الشعبية التي خرجت لمكافحة الشغب واعمال السلب والنهب.. وعلي الرغم ان فكرة صحيفة "ميدان التحرير" جاءت من القيادي الوفدي مصطفي شردي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فإن الصحيفة ظهرت معبرة عن حال الثورة دون أن يؤثر مؤسس فكرتها علي الرؤية التي خرجت بها،وكانت عبارة عن ورقة واحدة من القطع العادي وصدر اول عدد منها يوم الثلاثاء في 1 فبراير أول ثلاثاء مليوني دعا اليه "شباب 25 يناير".. "اذاعات" قلب الميدان.. قام الشباب بمساعدة بعض كوادر الاخوان المسلمين وفصائل وحركات احتجاجية بإنشاء اذاعة داخلية عملت علي توحيد الهتافات التي علت في الميدان ،والتي اصبحت فيما بعد تستضيف القيادات السياسية والحزبية والشخصيات العامة التي جاءت لتأييد فكر الثورة.. لم تكن تلك الاذاعة هي الوحيدة ،ففي الايام الاولي للثورة انتشرت العديد من الاذاعات الصغيرة الداخلية التي حملت الوان بعض المشاركين في تنظيم الاعتصام ،احدي هذه الاذاعات اتخذت من رصيف الجامعة الامريكية مقرا لها وكان الناطق باسمها الداعية عمرو خالد الذي شارك في اول تجمع مليوني يوم الثلاثاء 1 فبراير .. استطاعت تلك الاذاعات الصغيرة ان تتحد لتكون اذاعة واحدة ناطقة بإسم ميدان التحرير بكل الفئات التي تجمعت فيه ،وتصدرها صوت المثقفين والقادة السياسيين، وعبر منبر هذه الاذاعة جاء صوت اللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية بالقاهرة وناشد المتظاهرين بإنهاء الاعتصام عبر مكبرات الصوت التي احتشدت في اروقة الميدان ،ليهتف بعده الشباب ،الشعب والجيش ايد واحدة" دون ان يستجيبوا لخطاب الرويني،كما استخدم الجيش هذه الاذاعات ليتمكن من التواصل مع المعتصمين بالميدان،وكان من بين ما تمت اذاعته في اذاعة"حركة شباب 25 ينايلر" تحذيرات ضابط بالقوات المسلحة للمتظاهرين من لص هواتف جوالة قعيد.. استطاع الشباب عبرالإذاعات التي انشأوها لخدمة الثورة توحيد رؤاهم وهتافاتهم وافكارهم الوطنية،متناسين اي خلافات خاصة.. ألحان وأغان وعروض مسرحية.. تحولت ساحة ميدان التحرير لمسرح أدار من عليه الشباب الثوار مواهبهم وكأن الثورة جاءت ليستطيعوا ان يكشفوا عنها،فقام عدد من الملحنين الشباب بوضع ألحان للهتافات التي رددها المتظاهرون خلال الاسبوعين الماضيين ،فضلا عن العروض المسرحية المستقلة التي قدمها الشباب والتي جاء بعضها صامتا ومرتجلا وقصيرا،حيث اتخذوا من مساحة صغيرة امام أحد مداخل محطات المترو مكان لعرض ما يقدمونه وكأنها "خشبة مسرح" اداروا من عليها عروضهم بصورة معبرة عن افكارهم ..