أعتقد أن الفنان القدير "فاروق نجيب" لم ينل القدر الكافي من التكريم ، فهو من أصحاب الأداء المتميز في شخصيات متعددة ومتباينة منها "المهرج" و"الأبله" و"الشرير" وخاصة الأدوار المركبة التي تعتمد علي الفهم العميق للشخصية.. اسمه بالكامل "فاروق نجيب ميخائيل" من مواليد حي شبرا في عام 1940 ظهر ميله للفن وهو في مدرسة التوفيقية الثانوية، تخرج فاروق في معهد اللاسكي وعمل فترة قصيرة بمصلحة التليفونات والتحق بمعهد الفنون المسرحية ولكن لظروف خارجة عن إرادته لم يستكمل دراسته بالمعهد إلي أن اكتشفه الكاتب الراحل "نجيب سرور" (1932-1978) وألحق بفرق مسرح التليفزيون وكان أول أدواره في مسرحية (البر الغربي) للكاتب والمترجم "د.محمد عناني" 1964 ثم قدم بعد ذلك مسرحية (وابور الطحين) للكاتب الراحل "نعمان عاشور" (1918-1987) عام 1965 في دور "بهلول" واستطاع أن يلفت إليه الأنظار ثم اشترك في مسرحيتين للكاتب الألماني "بريخت" وهما (دائرة الطباشير القوقازية) و(الإنسان الطيب) وقال عنه الكاتب والمفكر الراحل "محمود أمين العالم" (1925-2009) (أما فاروق نجيب فهو أبرز ممثلي مسرحية "الإنسان الطيب" علي الإطلاق وسيكون دوره هذا بداية تاريخ مشرف عظيم في مسرحنا الجديد فإنه فنان موهوب وقدير) وعندما قدم للمسرح الكوميدي مسرحية (النصابين) 1966 قال عنه الكاتب الساخر الكبير الراحل "محمود السعدني" (1927-2010) في كتابه الجميل (المضحكون) (ومن بين جموع العيال المضحكين سنلمح مضحكاً جديداً ولكنه خافت الصوت وهو مجتهد عظيم يتألق أحياناً ولكنه لا يزال شديد الاجتهاد بحثاً لنفسه عن مكان وسط زحام المضحكين فالمضحك هو فاروق نجيب الذي تألق في مسرحية "النصابين" وربما لو أفلت نجيب من مصيدة بريخت ومسارح الهيئة ربما وجد نفسه حيث يستطيع أن يجد فرصته في دور مضحك فعلاً بعيداً عن الروتين والتعقيد والروايات الهايفة التي ترفع شعارات لا تحمل أي روح) واشترك فاروق في عروض الفرقة الغنائية الاستعراضية وقدم مسرحية (بلدي يا بلدي) و(تمر حنة) وفي المسرح الحديث قدم (حكاية الواد بلية) وفي مسرح الشباب قدم (بيت الكدابين) وفي هيئة قصورالثقافة قدم (جحا باع حماره) بالإضافة إلي مسرح القطاع الخاص فقدم (مين يعاند ست) و(كباريه) و(العالمة باشا) و(أنا والحكومة) وقدم لمسرح الطفل (الأرنب المغرور) امتد نشاط فاروق نجيب للإذاعة والتليفزيون والسينما فقدم للسينما أفلام (الناس اللي جوه) 1968 و(الغضب) 1970 و(سفاح النساء) 1970 و(حادثة شرف) 1971 و(المرأة التي غلبت الشيطان) 1972 و(شهيرة) 1974 و(حب أحلي من الحب) 1975 و(فتاة تبحث عن الحب) 1976 وقال عنه النقاد إنه يؤدي بتلقائية ثم توالت أدواره السينمائية. علي إبراهيم مصطفي/ باحث فني المحرر: "فاروق نجيب" واحد من الفنانين الكبار.