تصاعد التوتر بين الخرطوموجوبا منذ انفصال جنوب السودان وإعلانه الاستقلال في يوليو/ تموز الماضي أعلنت جوبا الجمعة أنها ستسحب قواتها من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع السودان بعد أكثر من أسبوع من سيطرة قوات جنوب السودان عليها، الأمر الذي أدى إلى تراجع احتمالات اندلاع حرب شاملة بين الدولتين. وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان للصحفيين في العاصمة الجنوبيةجوبا: "إن رئيس جنوب السودان سلفا كير قد أمر بالانسحاب غير المشروط للقوات خلال ثلاثة أيام." وقال بارنابا ماريال بنجامين إنه في ضوء أوامر كير "تعلن جمهورية جنوب السودان أنها أصدرت أوامر لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بالانسحاب من بانثو (هجليج)." وأضاف قائلا إن الانسحاب يأتي استجابة لنداءات زعماء العالم "لتهيئة الأجواء لاستئناف الحوار مع السودان". إعلان "النصر" وكانت الخرطوم قد أعلنت انتصارها بعد "تحرير" المنطقة المذكورة بالفعل وعرض التلفزيون السوداني الرسمي لقطات لمئات الأشخاص الذين احتشدوا في شوارع الخرطوم وهم يرددون الهتافات ويلوحون بالأعلام الوطنية. وقال عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع السوداني، إن القوات المسلحة تمكنت من "تحرير بلدة هجليج وتطهيرها من قوات جنوب السودان." ففي كلمة بثها التلفزيون الرسمي السوداني، قال حسين: "إن القوات المسلحة السودانية مستعدة لمواصلة العملية حتى نهايتها حتى يطمئن شعب السودان." وأوضح أن القوات المسلحة السودانية "تحركت للحفاظ على ما تبقى من منشآت البلاد النفطية". "إن جنوب السودان هو الذي بدأ الحرب، لكن السودانيين هم الذين حددوا نهايتها" الرئيس السوداني عمر حسن البشير وبعد إعلان الخرطوم "تحرير هجليج"، انطلقت احتفالات في العاصمة السودانية بعد أن كانت أنباء سيطرة الجنوب على البلدة النفطية قد تسببت في باديء الأمر بصدمة كبيرة في أوساط الكثير من السودانيين. خطاب البشير وقد خاطب الرئيس السوداني عمر حسن البشير أنصاره في تجمع حاشد في الخرطوم الجمعة، وارتدى خلاله بذة عسكرية وحمل بيده عصا مارشال الحرب، قائلا: "لقد أعلنوا سحب قواتهم من هجليج الآن وأنا أتحدث إليكم." وأشاد البشير خلال التجمع الذي حضره آلاف الأشخاص بما وصفه بأنه "انتصار عظيم للقوات المسلحة السودانية." وقال: "إن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (سيلفا كير) يقول إنهم انسحبوا من هجليج، لكن ذلك لم يكن انسحابا، بل أن السودانيين دخلوا هجليج بعد أن هزموهم ودخلوها بالقوة، والجنوبيون لا يزالون يفرون". وأضاف: "إن جنوب السودان هو الذي بدأ الحرب، لكن السودانيين هم الذين حددوا نهايتها." وكانت سيطرة جنوب السودان على المنطقة المذكورة قد أثارت احتمال اندلاع أول حرب علنية بين دولتين إفريقيتين مستقلتين منذ خاضت إثيوبيا حربا ضد أريتريا التي كانت حديثة الاستقلال في الفترة بين عامي 1998 و 2000. تصاعد التوتر وتصاعد التوتر منذ انفصال جنوب السودان وإعلانه الاستقلال في يوليو/ تموز بموجب اتفاق سلام أبرم في عام 2005 واستحوذ على معظم احتياطات النفط المعروفة في البلاد. ولم تتفق الدولتان بعد بشأن ترسيم الحدود بينهما بشكل كامل، وأدى الخلاف بين البلدين بالفعل إلى وقف شبه كامل لإنتاج النفط الذي يقوم عليه اقتصاد الدولتين. وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قد دعا الخميس حكومة جنوب السودان إلى سحب قواتها من هجليج. إلا أن بنجامين قال إن جنوب السودان يعتقد مع ذلك أن هجليج، التي يسميها كثير من الجنوبيين بانثو، هي أراض تابعة له ويريد تقرير مصيرها من خلال التحكيم الدولي. موقف دولي وكانت القوى العالمية قد حثت جنوب السودان على الانسحاب من هجليج إثر الاجتياح الذي وصفه بان بأنه "اعتداء على سيادة السودان." وفي إشارة إلى الأثر الاقتصادي الذي قد يترتب على التصاعد الأخير في التوتر بين البلدين، قال فيليب أجوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، في وقت سابق الجمعة: "إن القصف الجوي السوداني أدى إلى اشتعال النار في منشأة المعالجة المركزية في هجليج الخميس". وأضاف أن طائرة "من طراز ميج قصفت المنشآت النفطية أمس في هجليج وأصيبت منشأة المعالجة المركزية التي تفصل الماء عن النفط الخام"، مضيفا "أن النيران اشتعلت في المنشأة المذكورة، وهي تحترق الآن." وقد حالت صعوبة وصول الصحفيين المستقلين إلى مناطق الصراع النائية في السودان دون التحقق من المزاعم المتناقضة الصادرة عن الأطراف المعنية بالصراع. Digg Digg مصدر الخبر: بي بي سي