قالت لجان التنسيق المحلية ان خمسة وعشرين شخصا على الأقل قتلوا اليوم منهم ثلاثة ضباط منشقين في عدة مناطق من سوريا منها حمص وحماة ودرعا ومنطقتي دمشق وحلب. قال ناشطون سوريون ان 24 مدنيا على الاقل قتلوا اغلبهم في وسط سوريا عندما اطلقت قوات الامن والجيش النار على مظاهرات خرجت في العديد من المدن السورية وسط انباء عن حشود عسكرية كبيرة حول مدينة حمص استعدادا لهجوم وشيك عليها. فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة مدنيين قتلوا في حمص وواحد في ريفها بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا، واربعة في مدينة حماه واثنان في محافظة ادلب بشمال غربي البلاد. وخرجت تظاهرات عدة الجمعة ولا سيما في درعا وادلب وحمص وحماة ودير الزور تحت شعار "اضراب الكرامة" تمهيدا لاضراب عام متوقع الاحد وفق ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان. كما قالت السلطات السورية ان ثمانية من قوات الامن اصيبوا في مواجهات متفرقة. تحذير لم تتوقف المظاهرات منذ مارس الماضي وحذر المجلس الوطني السوري المعارض من "مجزرة" تحضر لها الحكومة السورية لها في مدينة حمص. وقال المجلس في بيان له ان "الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جزوة الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها". وفي واشنطن اعربت المتحدثة بلسان الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن "قلق بالغ" ازاء التقارير التي تحدثت عن استعدادات يقوم بها الجيش السوري لشن هجوم واسع النطاق على حمص وحملت نولاند الاسد المسؤولية عن كل شخص تقتله قواته. كما دعت الحكومة البريطانية الجمعة دمشق الى "سحب فوري لقواتها من حمص" منددة مجددا بالعنف "غير المقبول" الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد ازاء المتظاهرين. كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اغلو من ان بلاده لن تقف مكتوفة الايادي اذا هددت الازمة التي تمر بها سورية "الامن الاقليمي". وقال داود اغلو "تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لاحد لكن اذا لاح خطر على الامن الاقليمي حينها لن يكون بوسعنا ان نقف مكتوفي الايدي". وأضاف "اذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فانها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لان نقول لهم كفى". كما اعلن مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل ان الدول العربية لن تسمح باستمرار ما سماه "مذبحة يتعرض لها الشعب السوري"، واستبعد ان يتنحى الاسد عن السلطة طوعا. دعوة وصرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة رويترز انه طلب من قائد "الجيش السوري الحر" الذي يضم عددا من الجنود المنشقين عن الجيش السوري العقيد رياض الاسعد حصر عمليات "الجيش الحر" بالدفاع عن المتظاهرين وعدم شن اي هجمات على الجيش السوري الموالي للحكومة لتفادي "الانزلاق نحو حرب اهلية". واضاف "نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر ونريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن". وفي جنيف دعت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الحكومة السورية الى السماح لموظفي المنظمة بالدخول الى الاراض السورية. وقالت اموس "نحن قلقون بشأن الاثار الصحية لما يجري، ليس لدينا صورة واضحة تماما عن الوضع في سورية لاننا لا نستطيع الدخول ومعرفة ما يجري بالضبط". وقالت المسؤولة الدولية ان الاممالمتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما اذا كانت الممرات الانسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون ضرورية أم لا. ومضت تقول "اذا لم نعرف ما هي الاحتياجات أين سنقيم تلك الممرات الانسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟". واعلن المندوب الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الامن ان من المتوقع ان يعقد مجلس الامن جلسة مغلقة الاثنين للاستماع الى تقرير من مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن انتهاكات حقوق الانسان في سورية. وكررت بيلاي الجمعة في نيويورك تأكيد الامم عن اعداد القتلى الذي سقطوا في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي والذي بلغ اربعة الاف شخص على الاقل. وكانت دمشق اعلنت الخميس تدرس حاليا رد الجامعة العربية على تعديلات طلبت إدخالها على مبادرة الجامعة لحل الأزمة الراهنة هناك، وكذلك بروتوكول لنشر مراقبين في البلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن "رد الأمين العام للجامعة العربية قيد الدراسة لدى القيادة السورية". وقد اكد نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الخميس أن على دمشق التوقيع على قبولها مبادرة الجامعة باسرع وقت اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي تبنتها دول الجامعة العربية ضدها. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزراية للجامعة في الدوحة السبت لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.